سعى الرئيس المصري محمد مرسي إلى طمأنة أقباط بلدة رفح في شمال سيناء بعدما تلقوا تهديدات باستهدافهم في حال لم يهجروا منازلهم، والتقى أثناء زيارته لمدينة العريش أمس قيادات كنسية من رفح ضمن قيادات شعبية التقاها في العريش، بعدما اختصرت زيارته إلى سيناء لتبقى في مدينة العريش. وعقد مرسي مؤتمراً شعبياً مع القوى السياسية وشيوخ قبائل سيناء حضره وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وعدد من القيادات العسكرية والتنفيذية سمع خلاله عروضاً لمشاكل المنطقة ومطالب قبائلها، فيما انسحبت «حركة 6 أبريل» في شمال سيناء من اللقاء بسبب «إصرار المنظمين من المحافظة ورئاسة الجمهورية على اختيار المتحدثين وتحديدهم بمتحدث واحد للشباب ومتحدث آخر للقوى السياسية». وأعربت الحركة في بيان عن اعتقادها بأن «اللقاء الهدف منه تلميع صورة الرئيس مرسي تزامناً مع ذكرى نصر أكتوبر وعدم التطرق خلال اللقاء إلى أي استفسارات أو تساؤلات قد تؤدي إلى إحراج الرئيس خصوصاً مع قرب انقضاء مدة المئة يوم الأولى وانعدام الإحساس بالتغيير لدى المواطنين». ووافق مرسي خلال اللقاء على مطلب شيوخ قبائل سيناء إعادة النظر في جميع الأحكام الغيابية الصادرة ضد أبناء المحافظة. وقال: «إننا حريصون على العبور الثاني»، في إشارة إلى تنمية سيناء، مضيفاً: «لقد مضى عهد الفساد والابتزاز والتفرقة بين المواطنين، وسيناء جزء من مصر يسري عليه ما يسري على البلاد كلها». وأشار إلى أنه سيتم تكوين لجنة تضم بعض أهالي سيناء من كل الاختصاصات لإعداد توصيات في شأن حل مشاكل المحافظة. وفي ما يخص مسألة تهجير الأقباط، قال مرسي إن «حق أبناء سيناء أن نحمي أمنهم والحملة التي بدأت عقب حادث رفح الحدودية في شهر رمضان الماضي ما زالت مستمرة والمسألة ليست سهلة، لأننا لا نريد أن يظلم أبناء سيناء أو يصاب أو يموت أو يقبض على أي شخص ظلماً ونسعى إلى البحث عن المجرم الحقيقي الذي قد يكون مغرراً به أو غير عالم بالأمور أو قد يكون مجرماً، ولكن لا يمكن أن نتراجع عن إقرار الأمن والاستقرار في سيناء». وأضاف أن «هذا الأمر له جانبان: الأول أمني بحت والثاني تنموي». وتطرق مرسي إلى قضية منح السيناويين حق تملك الأراضي واستمع إلى أبناء سيناء وقرر تشكيل لجنة تضم قانونيين وتنفيذيين وأعضاء من منظمات المجتمع المدني لتضع تصوراً لحق التملك في سيناء. وحين سُئل عن أبناء سيناء المحكومين في السجون الإسرائيلية، قال مرسي: «هم ليسوا أسرى إنما قاموا بالاتجار في الممنوعات، والقانون المصري يعاقب على ذلك وهم مسجونون على ذمة قضايا جنائية، لكنهم أبناؤنا وسنسعى إلى إنهاء الأمر». وتحدث خلال اللقاء أيضاً شيخ مجاهدي شمال سيناء حسن أبو عتيق، فاعتبر أن «زيارة الرئيس للمحافظة ثلاث مرات في أشهر قليلة تركت أثراً إيجابياً في نفوس أهالي المحافظة وأشعرتهم بمدى الاهتمام الذي توليه القيادة الجديدةلسيناء». وشكر مرسي على موقفه من تكريم اسم الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق الفريق سعد الدين الشاذلي. وكان مرسي عقد لقاء مغلقاً فور وصوله العريش مع وزيري الدفاع والداخلية اللواء أحمد جمال الدين وقادة الأجهزة الأمنية في سيناء للبحث في الموقف الأمني ونتائج العمليات العسكرية لمطاردة المسلحين في المنطقة. وأدى مرسي صلاة الجمعة في العريش. وشهدت مدينة العريش إجراءات أمنية مشددة خلال الزيارة.