ودعت عائلة العميري، أمس، جثمان ابنها غانم ناصر العميري (29 سنة)، الذي توفي في ولاية أريزونا الأميركية، إثر إصابته ب «التهاب السحايا». ووصل جثمان الشاب المُبتَعث، إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام، مساء أول من أمس، بعد «تعقيدات إدارية من قِبل السفارة والمُلحقية السعوديتين في واشنطن»، بحسب ذويه، ما أدى إلى تأخر وصول الجثمان إلى الدمام بعد أسبوع من وفاته. وصلّت جموع غفيرة على المتوفى، ظهر أمس، في جامع الفرقان غرب مدينة الدمام، قبل أن يوارى الثرى في المقبرة. في الوقت الذي بدأت أسرته في استقبال المعزين، منذ يوم أمس، في منزلهم الواقع في حي المباركية. فيما أدى زملاء الراحل وأصدقاؤه، صلاة الجنازة على جثمان الشاب غانم، قبل أن يُنقل إلى الطائرة، التي أقلت جثمانه إلى الدمام، وسط حزن شديد على رحيله. وكان الطالب السعودي غانم العميري، الذي يدرس في السنة الثالثة، ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي»، فارق الحياة يوم الخميس من الأسبوع الماضي. وذكرت أسرته أن أشقاءه وأبناء شقيقته المتواجدين في أميركا، واجهوا «صعوبة في إنهاء إجراءات إدارية» متعلقة بنقل الجثمان، إضافة إلى «الصعوبات» التي واجهتهم في إنهاء إجراءات استخراج شهادة الوفاة، مشيرين إلى أنهم كانوا يفترضون أن تمدّ لهم السفارة السعودية «يد المساعدة في إنهاء هذه الإجراءات، منذ وفاته وحتى وصول جثمانه إلى المملكة»، بحسب قول أحد أشقائه. ويدرس غانم، في السنة الثالثة في تخصص هندسة الحاسب الآلي في جامعة ولاية أريزونا الأميركية. وعقد قرانه في تموز (يوليو) الماضي. وسافر بعدها لإكمال دراسته الجامعية. لكنه تعرض قبل أيام إلى ارتفاع في درجة الحرارة. ما استدعى نقله إلى أحد مستشفيات ولاية أريزونا. و«بقي غانم، في المستشفى لمدة ستة أيام، وتم أخذ عينات من النخاع الشوكي، وإرسالها إلى مركز لإجراء الفحوص في ولاية أخرى. لكن أخي توفي قبل أن تظهر نتيجة هذه التحليلات» بحسب شقيقه عيسى. وتطرق والد غانم، إلى حجم «المعاناة»، التي عاشتها أسرته خلال هذه الأيام «العصيبة»، مشيراً إلى أن غانم «بقي في العناية الفائقة، وهو في وضع التخدير الكامل، إذ أفاق بعد أيام، وقام بتحريك أحد أطرافه، ما أعطى أملاً لإخوته باحتمال شفائه. لكن أطباء المستشفى قاموا بزيادة جرعة التخدير مجدداً إلا أنه لم يفق بعدها، حتى توفاه الله، قبل أن تتضح نتيجة التحليلات التي كان الجميع في انتظارها». ولفتت أسرته إلى «الصعوبات الإدارية» التي واجهت أشقاءه وأبناء شقيقته المتواجدين معه هناك، مشيرين إلى أن رفض السفارة «إنهاء الإجراءات يوم السبت الماضي، لأنه كان أول أيام الإجازة الأسبوعية. وكان يفترض أن يبادر موظفو السفارة إلى مساعدتنا في إنهاء الإجراءات الإدارية، لنقل الجثمان في أسرع وقت ممكن، لأن إكرام الميت دفنه بسرعة، وهذا من أبسط الأمور التي يمكن أن يقوم بها موظفو السفارة، بدلاً من تعقيد الأمور». وأشار شقيق المتوفى، أديب العميري، إلى أن الجامعة التي يدرس فيها غانم، «قامت بتكوين لجنة لإنهاء إجراءات أخي في المستشفى على الفور. فيما عجز موظفو السفارة عن مواساتنا، أو الوقوف معنا، وتسهيل الإجراءات»، موضحاً أن «الحزن خيم على أصدقاء غانم ومعارفه هناك، حتى من الجنسيات الأخرى، ووقفوا معه وقفة صادقة منذ اللحظات الأولى لمرضه، وحتى وفاته». وحاولت «الحياة» الحصول على توضيح من جانب السفارة السعودية في واشنطن، أو رد على ما ذكرته أسرة غانم العميري. بيد أنها لم تتلقَ رداً منها حتى الآن.