يعتبر عصير التوت من أهم العصائر النافعة للصحة، استعمله الفراعنة في علاج الإضطرابات الهضمية، وداء البلهارسيا، والسعال الديكي. وورد في كتب الطب العربي استخدامات عدة لهذا العصير، مثل مكافحة الظمأ، وعلاج التهابات الحلق، وقرحات الفم، وامراض اللثة، وعلل الكبد والطحال، ومرض الجدري. ويدخل عصير التوت في الكثير من المستحضرات الطبية بهدف إضفاء اللون أو تغيير النكهة. وقد كشفت البحوث الطبية الحديثة أن تناول عصير التوت في صورة منتظمة من شأنه أن يفيد في السيطرة على مستوى السكر في الدم عند المرضى المصابين بالداء السكري النوع الثاني. أما السر في ذلك فيعود إلى وجود أنزيم خاص في العصير. وأكدت دراسة اميركية حديثة لباحثين من جامعة سينسيناتي على مجموعة من الأشخاص متوسط أعمارهم 78 سنة، أهمية شراب التوت في تحسين الذاكرة، وعزا العلماء هذا الأثر إلى غنى شراب التوت بمضادات الأكسدة خصوصاً مركبات الأنتوسيانينات التي تكافح الإلتهاب وتزيد من تدفق الإشارات العصبية إلى الدماغ. من جهة أخرى، أكدت دراسة ألمانية حديثة أهمية عصير التوت في الوقاية من التهابات المسالك البولية خصوصاً عند النساء. كما أشارت إلى فائدة العصير في الشفاء من مرض الأنفلونزا والتقرحات المعدية. وكانت دراسة بريطانية أخرى أظهرت أن شراب التوت يساهم في خفض ضغط الدم، وفي تحسين صحة القلب، ووجد الباحثون أن مادة أوليغوميرك بروسيادين الموجودة في عصير التوت هي السبب في ذلك، وقد أثبت الطبيب البريطاني روجر كوردر أن المادة المذكورة تعمل على تثبيط انتاج مركب الأندوتيلين في الشرايين، وهذا الأخير متهم بأنه وراء الإصابة بأمراض القلب. ومن أجل خفض خطر الأمراض القلبية بنسبة 40 في المئة، تنصح دراسة أميركية بشرب ثلاثة أكواب من عصير التوت في اليوم، وقد وجدت الدراسة أن العصير يرفع من نسبة الكوليسترول الجيد الواقي للقلب والشرايين. ويعتبر عصير التوت من المصادر المهمة للمعادن التي تشمل البوتاسيوم والكالسيوم والحديد والنحاس وغيرها من المعادن الضرورية للجسم. وفي عصير التوت مجموعة من الفيتامينات على رأسها الفيتامين أ، والفيتامين سي ، والفيتامين حامض الفوليك. ويحتوي عصير التوت الأحمر والأسود على كميات مركزة من مضادات الأكسدة، خصوصاً مادة اللوتيئين التي تساهم في حماية العين من الأثار الضارة لأشعة الشمس. وعصير التوت الطبيعي الذي لم يضف إليه السكر يعتبر خياراً جيداً للمصابين بزيادة الوزن لأنه فقير بالسعرات الحرارية. وينصح بعصير التوت للمصابين بفقر الدم، والتهابات اللثة والحلق، وفي الأمراض التي تسبب الحمى. وهناك من يدعي أن عصير التوت يملك تأثيراً هرمونياً ذكرياً ولهذا ينصح به للمصابين بالضعف الجنسي، لكن هذا الأمر يحتاج إلى براهين لم يأت بها أحد بعد.