في أسوأ حادث حدودي بين تركيا وسورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية، أكدت السلطات التركية إطلاق الجيش التركي النار نحو الأراضي السورية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفيما قال ناشطون سوريون إن سوريين كرديين هما الضحيتان، قالت أنقرة إن القتيلين الكرديين ينتميان إلى حزب العمال الكردستاني وإنهما كانا يحاولان الدخول إلى تركيا. وأفادت أجهزة محافظ ماردين في بيان «قتل إرهابيان الثلثاء عند الساعة 03.00 (00.00 تغ) عندما ردت قوات أمننا على النار على الحدود في منطقة شنيورت (جنوب شرق) حيث حاولت مجموعة من الإرهابيين الانفصاليين التسلل من الأراضي السورية وفتحت النار على وحداتنا». وتابع البيان «تم التأكد من إصابة إرهابي بجروح». وتستخدم السلطات التركية عبارة «إرهابيين انفصاليين» للحديث عن عناصر حزب العمال الكردستاني المسلح. ويأتي بيان محافظة ماردين بعد تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان إطلاق الجيش التركي النار باتجاه الأراضي السورية ما أسفر عن مقتل مقاتل كردي وإصابة اثنين آخرين. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس إن الحادثة وقعت في بلدة في منطقة الدرباسية في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية) حيث الأكثرية من الأكراد. وتقع الدرباسية مقابل بلدة شنيورت التركية. وأشار المرصد إلى أن الضحايا أعضاء في «وحدات حماية الشعب» وهي ميليشيا مقربة من حزب الاتحاد الديموقراطي أي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، مؤكداً أنهم كانوا يقومون بدورية على الحدود. وزاد بيان المرصد «استشهد مواطن كردي سوري من عناصر وحدات حماية الشعب الكردي وأصيب آخران بجراح خطرة وذلك إثر إطلاق الرصاص عليهم من قبل الجيش التركي الساعة الثانية فجراً». وأضاف البيان أن الأكراد الثلاثة «كانوا في دورية على الحدود السورية - التركية في قرية تل ليلون التابعة لمدينة الدرباسية» في محافظة الحسكة. وأكد المرصد أن «الشهيد هو أول مواطن كردي سوري يسقط بنيران الجيش التركي منذ انطلاقة الثورة السورية»، ولاحقاً قال ناشطون إن القتلى اثنين من أكراد سورية. واتهمت أنقرةدمشق في الماضي بتوكيل حزب الاتحاد الديموقراطي بعدة مناطق شمال سورية معتبرة أن ذلك «موجه ضدها». وفي تموز (يوليو) انسحب الجيش السوري النظامي من دون مواجهات من المناطقة الكردية حيث انتشر مقاتلو الاتحاد الديموقراطي ما أثار شبهات حوله بالتواطؤ مع النظام.