حاول شاب سعودي رسم «خريطة طريق» للمقبلين على الزواج في السعودية، خصوصاً أولئك الشباب الذي يعتبر دخلهم محدوداً، لكن محاولاته المتتالية، كانت نتيجتها «مخيبة». وضع الشاب حسين محمد نفسه أنموذجاً لشاب محدود الدخل، يريد أن يتزوج، دخله الشهري الكامل لا يتعدى 6 آلاف ريال (1600 دولار). حاول تقسيم راتبه، ليستطيع توفير أكبر قدر من دخله ليتزوج خلال أسرع فترة ممكنة، على أن يقسم هذه الفترة إلى أربع مراحل، أولاها التوفير من أجل «المهر»، ثم «تأثيث المنزل» ثم التجهيز للعرس، وبعد ذلك الذهاب في شهر عسل متواضع، لكنه اكتشف أن ذلك يعني ألا يصرف قرشاً واحد من راتبه مدة 24 شهراً، وأن يدخره كله، إضافة إلى استعانته ببنك التسليف وبعض الجمعيات الداعمة للمقبلين على الزواج! كان عليه أن يوفر 60 ألف ريال (16 ألف دولار) قيمة لمهر عروسه، كون المبلغ المطلوب في المرحلة الأولى يساوي راتب 10 أشهر كاملة، من دون نقصان ريال واحد، وهو ما يعني أن يعيش على راتب شهرين لعام كامل، بواقع 1000 ريال (266 دولار) شهرياً، لكنه بحث عن مخرج، فوجده في الاقتراض من بنك التسليف الذي يمنحه 40 ألف ريال (نحو 10600 دولار)، إضافة إلى ما يمكن أن يتحصل عليه من الجمعيات المساهمة في تيسير الزواج. يقول: «تعد هذه الخريطة بمثابة المنهج الذي أسير عليها في تحقيق هدفي (الزواج) وتتكون من مراحل عدة أبرزها توفير مبلغ المهر البالغ 60 ألف ريال مروراً بمصاريف تأثيث المنزل، المقسمة على أشهر عدة، وانتهاء بمصاريف عقد حفلة الزفاف، وشهر العسل إن أمكن». وتابع: «المرحلة الأولى 12 شهراً هي توفير قيمة المهر من خلال استقطاع 5 آلاف من الراتب الشهري، والمرحلة الثانية هي مرحلة الاستنفار بتجميد الراتب كاملاً لتأثيث المنزل مدة سبعة أشهر، والمرحلة الثالثة، تمتد إلى ثلاثة أشهر على الأقل لتوفير متطلبات حفلة الزفاف، وتعتمد على الاقتراض من بنك التسليف الذي يمنح 40 ألف ريال، إضافة إلى الجمعيات المساهمة في تيسير الزواج والمساهمات الأخرى، والمرحلة الرابعة تتمثل في الاستفادة من الفائض المالي من مصاريف الزواج أو مساعدات المقربين لتوظيفها في شهر العسل بأحد الدول المجاورة إن أمكن، وتعد هذه المرحلة غير ملزمة. من جهته، قال اختصاصي علم الاجتماع محمد الشهري: «يجب دعم هذه الخطط خصوصاً أنه لا توجد جهة تتولى تنظيم إعانة الزواج التي تجعل الشباب على منحدر خطر، ولربما يكون في نهاية المطاف داخل السجن بسبب تراكم الديون، ومن الضروري إنشاء جهات دعم للمقبلين على الزواج، خصوصاً مع الغلاء المعيشي الذي نعيش به الآن وتتحمل كل ما يتعلق بأمور الإعانة». وتصل بعض إعانات فاعلي الخير في السعودية والجمعيات المساندة إلى 50 ألف ريال (نحو 13 ألف دولار)، إضافة إلى دعم الزواج الفردي والجماعي، وتغطية تكاليف الحفلة بالكامل. وتدرس بعض الجمعيات المتخصصة في مساعدة المتزوجين أبعد من ذلك، بأن تتحول الإعانة إلى مساكن، بحسب الاختصاصي الاجتماعي الذي أكد أن هذه الجمعيات تحتاج دعماً ومساهمة فعالة بشكل أكبر من المجتمع، ليس في المسائل المادية فحسب، وإنما حتى على مستوى الدعم النفسي والتدريبات المُعينة التي تمنح الزوجين فنً التعامل في ما بينهما. ولفت إلى أن الجهود المبذولة حالياً لتقديم إعانة الزواج للشباب بحاجة إلى عمل تنظيمي أكثر، إلى جانب انخراط الشباب بعد إنهاء فحوصات الزواج في دورات تدريبية وتثقيفية مخصصة لكل جنس، وتقدم من جمعيات خيرية لديها حلول وأساليب في التقريب بين الزوجين، ولا شك أن حديثي الزواج يجهلون كثيراً من الأمور الزوجية والأسرية، ولا بد من إيجاد وعي ثقافي واقتصادي أعلى قبل الدخول في مؤسسة الزواج؛ على أن تشمل التقريب بين وجهات النظر وعدم إثارة المشكلات البسيطة.