أقرّ الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس، بهزيمة حزب «الحركة الوطنية الموحدة» الذي يتزعمه في الانتخابات البرلمانية، بخلاف التوقعات، أمام ائتلاف «الحلم الجورجي» المعارض بزعامة البليونير بيدزينا إيفانشفيلي. وقال ساكاشفيلي في خطاب بثه التلفزيون قبل نشر النتائج النهائية للانتخابات: «واضح أن الحلم الجورجي فاز بغالبية المقاعد، ما يعني أنه سيشكل الحكومة الجديدة. وبصفتي الرئيس سأسهل بموجب الدستور العملية كي تستطيع الحكومة الجديدة أن تبدأ عملها». وأشارت نتائج جزئية للانتخابات تقدم ائتلاف المعارضة بزعامة إيفانشفيلي بنسبة 53,19 في المئة من الأصوات، في مقابل 41,51 في المئة ل «الحركة الوطنية الموحدة» بزعامة ساكاشفيلي والتي تحكم البلاد منذ الثورة الورودية عام 2003. وفي مجلس النواب المنتهية ولايته والذي انتخب عام 2008، شغل حزب ساكاشفيلي 119 من 150 مقعداً. وكان إيفانيشفيلي أعلن منذ ليل أول من أمس فوزه بالانتخابات، وقال في خطاب بثته محطة «تي في 9» التلفزيونية التابعة للمعارضة: «انتصرنا وانتصر الشعب الجورجي في انتخابات ستتيح أول تغيير ديموقراطي في تاريخ البلاد»، قبل أن يحتفل أنصاره حتى ساعة متأخرة من الليل في العاصمة تبليسي. ويدعو إيفانيشفيلي إلى استئناف جورجيا العلاقات الديبلوماسية مع روسيا، بعد الحرب التي نشبت بين البلدين في صيف 2008، وأدت إلى اعتراف موسكو باستقلال إقليمَي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين، ونشرت قوات روسية فيهما، ويؤكد أهمية السعي إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي (ناتو). ولم يشهد الاقتراع أي حادث في الجمهورية السوفياتية السابقة التي تضم 4,5 مليون شخص، بعدما خيم التوتر خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية التي شهدت أيضاً نشر أشرطة فيديو عن ضرب معتقلين واغتصابهم في أحد سجون تبليسي، ما أثار احتجاجت في جورجيا وموجة إدانات دولية. وأمس، أكد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الانتخابات البرلمانية في جورجيا شكلت «خطوة مهمة في طريق الديموقراطية»، على رغم زعم معارضين تعرضهم لحملة مضايقات زادت توتر الأجواء.