يتواصل سيناريو الألم والهرج بتواصل جرائم القتل، وما دونها من جرائم عاملات منزليات تجاه كفلائهن أو أبنائهم. رصدت «الحياة» بعض تلك الجرائم في قرابة العام ونصف العام التي سمعها السعوديون وقرأوها، وشهدوا فصولها المتنوعة بين ضرب وسرقة وقتل وانتحار وتنوع في أساليب الاعتداء بين آلة حادة وسم ومواد حارقة. وتناوبت الجرائم بين العاملات المنزليات، وحظيت العاملات الأفريقيات بنصيب الأسد ب8 حالات، بينما كان نصيب الآسيويات ب7 حالات، واتفق معظم السعوديين أن «سوء المعاملة كان الدافع وراء ارتكابهن جرائمهن» فيما كان دافع السرقة ل3 حالات منهن. لكن بعض الضحايا ومنهم والد الطفل مشاري الذي قُتِل ابنه الصغير وهو لم يتجاوز ربيعه الثالث، أن عاملته كانت تحظى بمزايا عدة وبحسن تعامل، إذ أنه تم توفير جناح خاص بها، إضافة إلى إجازة أسبوعية مدفوعة الأجر، وهذا ما جعله يستهجن فعل عاملته التي وقعت تحت قبضة رجال الأمن. فيما لم تستطع سيارة الإسعاف وهي تسابق الزمن لإنقاذ حياة طفل لم يتجاوز عمره الخامسة، وافته المنية بالطريق، الذي جَنَتْ عليه عاملة أسيوية بتوجيه طعنات بالسكين على صدره. فيما فضلت عاملة أثيوبية اللحاق بربت المنزل، وانهالت عليها ب«الساطور» ضرباً على رأسها، فهربت إلى أن أُلقِي القبض عليها. وقامت عاملة أخرى أثيوبية بسكب المياه الحارة على ابنتي مكفولها اللتين أُصيبتا بحروق مختلفة، ومن ثم الهروب لتدخل الجهات المعنية في مطاردة. في المقابل، قرر مقيم لقب ب«سفّاح الخادمات» شمال غربي السعودية، أن يحول العاملات إلى ضحايا بعد أن ذهبت ضحيته ثلاث عاملات منزليات باستدراجهن وإقامة علاقات هاتفية معهن ثم قتلهن عبر «عصا» و«سكين».