سجّل سعر صرف الريال الإيراني تراجعاً قياسياً، إذ خسر 17 في المئة أمام الدولار في السوق المفتوحة، وأكثر من ربع قيمته خلال أسبوع. ويؤشر ذلك إلى أن إيران تعاني في شكل متزايد، العقوبات الغربية المفروضة عليها، بسبب برنامجها النووي. وبلغ سعر الدولار 34500 ريال إيراني في السوق المفتوحة، في مقابل نحو 29600 ريال الأحد. واستهل سعر صرف العملة الإيرانية افتتاح السوق بتراجع 9 في المئة، ثم تسارعت وتيرة تدهوره إلى 17 في المئة. وكان سعر صرف الدولار يعادل 13 ألف ريال فقط نهاية 2011، ما يعني أن العملة الإيرانية خسرت أكثر من 75 في المئة من قيمتها في خلال سنة. وتوقفت مواقع متخصصة عن إعلان معدل الصرف بين الريال والدولار، لكنها واصلت إعلانه في مقابل اليورو والعملات الصعبة الأخرى. ورفض عملاء الصيرفة شراء الدولار أو بيعه، وقال أحدهم: «لا نعرف ما سيحصل في الأيام المقبلة، وما ستنفذه الحكومة». لكن الناطق باسم جمعية عملاء الصيرفة نصرت عزاتي اعتبر أن معدلات الصرف هذه «اصطناعية، ولا معدلات صرف حقيقية في السوق». وكانت الحكومة أسست الأسبوع الماضي «مركز صرافة» جديداً، حيث توضع الدولارات بتصرف مستوردي سلع أساسية، بسعر صرف أدنى من سعره في السوق المفتوحة. لكن تأسيس المركز لم يمنع تدهور سعر صرف الريال، بل عمّق الأزمة، بربطه السعر الخاص بسعر السوق. وقال الصحافي الاقتصادي هراد حاتمي: «هذا المركز سرّع في زيادة سعر صرف الدولار. إنها طفرة، يجب أن نمنح المركز وقتاً، أسبوعين مثلاً لنرى هل يمكنه ضبط السوق». وعلى رغم التراجع القياسي للريال، أعرب حاكم المصرف المركزي الإيراني محمود بهمني عن تفاؤله، بقوله: «مع زيادة عمليات التداول في المركز، سنشعر بالنتائج في السوق». وتضاعفت أسعار المواد الغذائية في غضون سنة، ولا تقتصر الزيادة على المنتجات المستوردة، بل تطاول أيضاً المنتجات المحلية، وبينها الحليب الذي ارتفع سعره 30 في المئة. وأشار مواطن إيراني يُدعى خصرو، وهو متقاعد سيواصل عمله سائق سيارة إجرة لتأمين نفقاته حتى نهاية كل شهر، إلى أن «الأسعار ترتفع كل يوم، وهذا لا يتوقف». كما قالت الشابة مريم: «سعر معجون الأسنان الذي استخدمه، وهو من ماركة أجنبية، زاد ثلاث مرات في خلال شهور. وسأشتري منتجاً إيرانياً، لكن سعره تضاعف أيضاً تقريباً». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير شركة استيراد قوله: «هذه كارثة. ثمة زبون خسر بليون ريال في يوم واحد» (أي 30 ألف دولار بحسب معدل الصرف الحالي). «غوغل» في غضون ذلك، سمحت السلطات الإيرانية مجدداً بدخول البريد الإلكتروني لمحرّك البحث «غوغل»، بعد أسبوع على حجبه، ما أثار اعتراضات في مجلس الشورى (البرلمان). وقال محمد رضا آقاميري، وهو عضو في مجلس معني بالرقابة على الإنترنت في وزارة الاتصالات: «نريد حجب يوتيوب (بسبب الفيلم المسيء للرسول)، لكن جيميل توقّف أيضاً، وهذا لم يكن مقصوداً. للأسف لا نملك حتى الآن تقنية الفصل بين الخدمتين». وأضاف: «لا نريد إطلاقاً أن يكون يوتيوب مُتاحاً. لذلك تسعى وزارة الاتصالات الى ايجاد حلّ تقني لتسوية هذه المشكلة، من أجل وقف يوتيوب وأن يبقى جيميل متاحاً. وهذا سيحدث قريباً». الى ذلك، اعتبر الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس أركان الجيش الإيراني، أن «الكيان الصهيوني يُدرك أن فناءه السريع، سيحلّ من خلال أول هجوم على إيران». وتوقّع «نصراً خلال فترة وجيزة» من تعرّض بلاده لأي هجوم، مضيفاً: «يدرك مغتصبو الأراضي الإسلامية أن لا فرصة لديهم، سوى أن يروا أنفسهم طعاماً للأسماك».