حيرت 56 ثانية متتبعي الموقع الشهير «يوتيوب»، ولم يعرف سبب عدد المشاهدات الذي تجاوز 482 مليون لمقطع الفيديو «Charlie Bit meagain» أو ما يعرف بمقطع «عضة الإصبع»، ليصبح أكثر مقطع فيديو مشاهدة على «يوتيوب»، في غضون ذلك توقع خبراء في مواقع الإنترنت في صحيفة The Times أن عائلة الطفلين «تشارلي وهارلي» جنت 100 ألف جنيه إسترليني (600 ألف ريال) من الإعلانات على مقطع الفيديو فقط، ليدق بذلك جرس الإنذار للإعلام التقليدي الذي كان في زمن مضى بوابة الشهرة والنجومية، ليضعهم في منافسة غير معروفة النتائج، إضافة إلى أن محتوى ما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالإعلام الجديد لا يخضع لأي معايير تعتمدها شركات الإعلام، سواء أكانت آيديولوجية أو تسويقية، فضلاً عن إمكان استثماره لتحقيق مكاسب مادية من دون تغيير في مضمون المادة. ويكشف هذا الاتجاه الجديد توجه عدد غير قليل من الجمهور، الذي يتزايد يوماً بعد يوم، لمتابعة ما يطرح في تلك الوسائل الاجتماعية، لإيمانهم العميق بأنها تبث أفكار أفراد يحاكون حياتهم الشخصية، وتخلو من الدراما والمؤثرات الخارجية، لذلك هي تلامسهم بشكل مباشر، ويظهر ذلك في تفاعلهم عن طريق التعليقات أو المشاهدة، في إشارة إلى أهمية الموضوع، وبكل تأكيد مقطع الفيديو «تشارلي عض إصبعي مجدداً» صدم المتابعين، سواءً أكانوا ملاك شركات الإعلام أم على مستوى الأفراد، عندما أظهرت النتائج نجاح الطفلين «تشارلي وهارلي» في الوصول إلى النجومية، بعدما حققا انتشاراً غير مسبوق عبر مقطع لا يصنف بأنه موسيقي أو معد بطريقة احترافية، وتعود قصة الطفلين عندما التقط والدهم «هارود ديفيس» كاميرا الفيديو المنزلية، ليسجل لحظات طفولة بريئة ل»هارلي» ذي الثلاث سنوات وهو يدخل إصبعه في فم أخيه «تشارلي» الذي لم يفطم بعد، فيقوم بعضها بأسنانه، ليبدي تألمه مخاطباً أباه: «تشارلي عضني»، ويعاود الكرة وهذه المرة زاد تشارلي من قوة العضة، فيقول هارلي جملته التي تناقلها العالم، وأصبحت المعرف الشخصي لهم على مواقع التواصل الاجتماعي «تشارلي عضني مجدداً، وعضته مؤلمة حقاً»، ولم يكن الأب يقصد من ذلك التسجيل حينها إلا أن يُري جدهم تلك الثواني المضحكة لحفيديه، ولكن حجم الفيديو الكبير حال دون إرساله على البريد الإلكتروني الخاص بالجد، مما اضطره إلى تحميل المقطع على «يوتيوب» في أواخر عام 2007، ليتفاجأ بعدد أسابيع قليلة بعدد المشاهدات الكبير، حتى وصلت المشاهدات إلى 2،6 مليون في شباط (فبراير) 2008، ليتضاعف العدد في آذار (مارس) إلى 12 مليون، واستمر الارتفاع حتى وصل في شهر أيار (مايو) 2012 إلى 450 مليون مشاهدة. ويقول الأب في وصفه للمقطع: «حتى لو كنت أحاول أن أجعل أطفالي يفعلون ذلك، لم أكن لأستطيع أن أحصل على رد فعلهم تلك، ولم أكن لأجبرهم ليفعلوا ذلك»، وأضاف: «كان المقطع إحدى اللحظات التي كنت أحمل فيها كاميرا الفيديو، لأن أطفالي كانوا مضحكين ويمنحاني بشعور مضحك حقيقي». وقالت الأم «شيلي دايفس» في مقابلة تلفزيونية لها، إن الأطفال كانوا محرجين في بادئ الأمر، عندما يرون صورتهم في التلفزيون، وأنهم لا يعرفون لماذا يطلب الناس منهم توقيع دفتر الذكريات الذي يطلب عادة من النجوم، الذي وصفه أبوهم بأنهم أصبحوا أشبه بالأسطورة، وأن ذلك جنون. وذكرت شيلي لمقابلة في صحيفة The Sun البريطانية بتاريخ 2010، أن الناس أصبحوا يودون أن يروا أبنائي وهم يكبرون. واستثمرت العائلة المقطع المشهور خارج نطاق «يوتيوب»، عبر إنشاء موقع خاص لبيع قمصان عليها الجملة الشهيرة وصورة الطفلين، كما يمكن تحميل تطبيق باسم Charlie Bit me على الآب ستور وموقع الألعاب في غوغل. و ألهم ذك الفيديو المقلدين من مختلف أرجاء العالم، فظهرت محاولات لتقليده من جنسيات مختلفة، منها محاولات لمشاهدين عرب، وبرزت محاولة لتقليد الفيديو لسعوديين حققا متابعة عالية، كما تم تقليده بالرسوم المتحركة و»الانميشن»، وبعد سنوات من ظهور ذلك المقطع أصبح هاري الذي سيبلغ التاسعة خلال شهرين، وتشارلي 6 سنوات ونصف السنة نجوماً تلاحقهم الأضواء، ولا يزال الناس يرغبون في معرفة أخبار نجومٍ هم من صنعهم.