يبدو أن عدداً من القنوات الشعبية في طريقها إلى الإغلاق، لعجزها عن دفع أجور عامليها، ولعدم تقديمها مواد إعلامية خاصة بها أسوة بقنوات شعبية أخرى. وتعيش قنوات شعبية عدة (تحتفظ «الحياة» بأسمائها) ظروفاً صعبة خلال الفترة الحالية، بسبب تكبدها خسائر مالية، وعجزها في إثبات حضورها في الساحة الشعبية، بينما تعمل قنوات أخرى على تطوير برامجها من أجل البقاء لأعوام عدة، من خلال تغييرات إدارية عدة أجرتها أخيراً، في حين لا تزال قناة شعبية واحدة فقط تسير بخطوات واثقة، إذ قدّمت برامج مميزة في شهر رمضان الماضي، منها برنامج إنساني حقق نسبة مشاهدة كبيرة، وكذلك ردود فعل إيجابية من المشاهدين. ويرى إعلاميون أن القنوات الشعبية لم تقدم جديداً في الساحة الشعبية، إنما ركّز ملّاكها على إظهار مناسبات الزواج، كونها تحقق مردوداً مادياً للقناة، مشيرين إلى أن البرامج المميزة في القنوات الشعبية قليلة جداً إن وجدت. وأضافوا أن ساعات البث في عدد من القنوات الشعبية اعتمدت على حفلات الأعراس، التي يصل بثها إلى 16 ساعة في اليوم، ما يدل على ضعف المهنية التي يتمتع بها القائمون على تلك القنوات، لافتين إلى أن القنوات الشعبية أصابت المتابعين للشعر بحال من التشبع، لأن برامجها عن الشعر، لكنها لم تحمل جديداً للمشاهدين. ويُجمع عددٌ من الشعراء على ضعف ما تبثّه بعض قنوات الشعر، إذ يُبدي هؤلاء الشعراء أنهم لا يجدون المحتوى الجيد بشكل كبير، معتبرين أن «الحابل اختلط بالنابل» وسطها. وعلى رغم كثرة القنوات الشعرية، طالب شعراء من القائمين على تلك القنوات بالارتقاء بذائقة الجمهور، وتقديم ما يخدم الموروث الشعبي عموماً، كونها أصبحت تلقّن المشاهد ما تريد، ما أدّى إلى ضعف البرامج التي تقدمها على حد قولهم، مؤكّدين أن البرامج التي تقدمها القنوات الشعبية لا تجذب المشاهد إليها، وأصبحت تنفّر من مشاهدتها. يذكر أن القنوات الشعبية ظهرت قبل ثمانية أعوام، بدأت بقناة «الساحة» وتبعتها محطات أخرى، إلى أن وصل عددها حتى الآن إلى 10 فضائيات متخصصة في الشعر.