انتقل إلى رحمة الله مساء الأحد «29 - 10 - 1433ه»، الأمير مساعد بن سعود بن عبدالعزيز خارج المملكة، بعد رحلة علاجية ومعاناة طويلة مع المرض، فعسى الله أن يرفع بذلك درجته. وكان الفقيد رجلاً رفيع العماد، قريباً من الناس، عظيم الأخلاق، بعيد الآفاق، صديق البسطاء، واسع العطاء، ولكن هذه سنة الحياة، فبعد الحياة موت، وبعد الصحة مرض، وبعد القوة ضعف. عرفت الراحل رجلاً ودوداً خلوقاً محباً للخير، أميراً في الأخلاق والتواضع، إذ عشت في كنف قصره العامر، ثم تشرفت بالعمل مديراً لمكتبه الخاص، فرأيت فيه الحزم في لين، والتوجيه المستبين، والفكر الثاقب، والقول الصادق. وكان حريصاً كل الحرص على حقوق العاملين لديه، ويسأل شخصياً عن صرف رواتبهم في موعدها المحدد، وله - رحمه الله - رؤية ثاقبة في الأمور وشؤون الحياة، ففي يوم كنا نود القيام بتوسعة مسجده وترميمه، فما كان منه إلا أن تحدث مع المقاول حديثاً شاملاً عن التوسعة، كأنك أمام مهندس خبير. وعند الحديث عن جوانب الخير التي نرجو أن يناله ثوابها، فليس أعظم من وقفه السكني الذي أوقفه للمحتاجين والمساكين منذ أكثر من 30 عاماً. وقد كان التواضع ظله الذي لا يفارقه لحظة واحدة، فما استكبر ولا استعلى، ما جعله يتمتع بالتواضع وحب الناس، وهذا يعرفه كل من تعامل مع الفقيد عن قرب، فجنى بذلك دعاءً عريضاً من الأقارب والمعارف والأباعد. اللهم ارحم والدنا وأميرنا وأسكنه في عليين، والهمنا وذويه الصبر والسلوان، وخفف مصابنا بأبنائه الأبرار وآله الأخيار. و«إنا لله وإنا إليه راجعون». مدير المكتب الخاص للراحل «سابقاً»