كشف مدير إدارة المرور في المنطقة الشرقية العميد عبد الرحمن الشنبري، أن عدد رحلات المركبات في حاضرة الدمام، يفوق خمسة ملايين رحلة يومياً، مؤكداً ضرورة الاستعانة بالأنظمة التقنية، ومنها «ساهر»، بسبب «صعوبة إدارة الحركة بالقدرات البشرية». وأشار إلى وجود مشاريع لتركيب «كاميرات رصد متطورة في عدد من مدن المنطقة؛ لضبط الحركة المرورية؛ وحفاظاً على الأرواح». واعتبر الطرق المحلية «من أفضل طرق العالم، إن لم تكن أفضلها». ولكنه أقرّ ب «ملاحظات» فيها. وأشار إلى ارتفاع عدد الحوادث خلال الإجازات وأيام الأعياد، موضحاً أنه «وقع في أيام عيد الفطر السابق، 31 وفاة، و152 إصابة، بخلاف الحوادث والتلفيات المختلفة». وقال الشنبري، في محاضرة ألقاها أمس، في جامعة الأمير محمد بن فهد: «إن المنطقة سجلت 100.740 حادثة، بحسب إحصاء إدارة المرور للعام الهجري الماضي»، مشيراً إلى أن هذه الحوادث تسببت في «1013 وفاة، و6142 مصاباً، من بينها إعاقات دائمة وإصابات مختلفة». وأوضح أن «70 في المئة من الوفيات كانت بين فئة الشباب»، لافتاً إلى أن معدل الوفيات اليومي «يتراوح بين ستة إلى ثمانية أشخاص يومياً، معظمهم شباب. ولو رجعنا إلى أسباب هذه الحوادث لوجدنا أن كثيراً منها يعود إلى أسباب تافهة، مثل السرعة غير المبررة». وعزا مدير مرور الشرقية، 95 في المئة من أسباب هذه الحوادث، إلى المخالفات المرورية الناجمة من السائقين، معتبراً السرعة «من الأسباب الرئيسة، فبسببها وقعت 31.367 حادثة. فيما بلغت الحوادث بسبب التجاوز 976، والدوران 6382، والتوقف 8016، وعدم الانتباه 32772». وأشار إلى عدم ربط حزام الأمان، «الذي تلتزم به دول العالم، حتى ركاب المقاعد الخلفية». وأوضح أن «كثيراً من السائقين لا يلتزمون بربط حزام السلامة، بل أن معظمهم يربطونه أثناء مشاهدة الدوريات المرورية والأمنية، أو خلال المرور على نقاط التفتيش». وذكر أن «الانشغال بالدردشة، أو الحديث في أجهزة الموبايل، ساهم في وقوع حوادث مؤسفة راح ضحيتها أبرياء»، مشيراً في هذا الصدد إلى أحد الحوادث التي وقعت قبل نحو أسبوعين، وراح ضحيتها ستة أشخاص». واعتبر الرقم «مخيفاً جداً، ولو وقع في مكان آخر لقامت الدنيا ولم تقعد». وأكد أن الطرق المحلية «تُعدّ من أفضل طرق العالم، إن لم تكن أفضلها»، مستدركاً «لكنها لا تخلو من بعض العيوب، والملاحظات»، مشيراً إلى أن العمل يجري لتحسينها. وأوضح أن هناك «طرقاً سيُعاد النظر فيها، وستكون هناك آليات حديثة لمنع الدخول في الاتجاه المعاكس، إضافة إلى تحرير بعض التقاطعات، وفك الاختناقات، وتركيب لوحات إرشادية». وقامت إدارة المرور أخيراً، بتركيب 8500 لوحة، لتحديد السرعة والمسارات في الدمام. فيما يجري العمل لتغطية الطرق كافة. وقال الشنبري: «إن حاضرة الدمام أصبحت مدينة واحدة بسبب الحركة العمرانية والمواصلات. وبلغ عدد الرحلات خمسة ملايين رحلة يومية، ما يستدعي الاستعانة بمشروع «ساهر»، بسبب صعوبة إدارة الحركة بالجهود البشرية». وأشار إلى أن الرصد الإلكتروني كانت له «إيجابيات كبيرة». وذكر أن «التوسع فيه سيكون كبيراً جداً، إذ تم تركيب تقاطعات في الدماموالخبر، وكاميرات مراقبة، والعمل يجري لتركيبها في بقية الطرق والشوارع، خصوصاً أن الكاميرات المستخدمة ذات بُعد تقني كبير، إذ تعمل وفق آلية وشروط معينة، بما فيها الموقع، ولا تعمل في كل المواقع. ولا بد من إعادة تأهيل التقاطعات، لتجهيز هذه الكاميرات». وأوضح أن المواقع التي تم تركيب الكاميرات فيها، «وجدنا أن نسبة الانضباط فيها وصلت إلى مئة في المئة، ولم نرَ أي تجاوزات، أو الانحراف يميناً من دون توقف». وذكر أن «أعلى مدة يمكن التوقف فيها في إحدى الإشارات بلغت 190 ثانية. ونلجأ أحياناً إلى التوقيت اليدوي، لتسهيل حركة المرور في أوقات الذروة».