ضرب رجل أمن يعمل في الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة مثالاً في الشجاعة والإخلاص عندما حاول إنقاذ طفل لا يتجاوز ال ثلاثة أعوام من داخل بئر سقط بداخلها في الجموم، وعند الصعود به وتسليمه إلى رفاقه، اختل توازنه بسبب «المتجمهرين»، وسقط في البئر فاقداً حياته هو الآخر. وقدم وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، والمدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري، التعازي إلى أسرة العريف الشهيد نايف القثامي الذي قضى أثناء تأديته واجباً إنسانياً. وأوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان أن عمليات الدفاع المدني بمحافظة الجموم تلقت بلاغاً يفيد بفقدان طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بقرية رهاط التابعة لمحافظة الجموم، وبناءً على البلاغ تم تحريك فرقة الإنقاذ من مركز الدفاع المدني في مدركة، وفرقة إنقاذ من العاصمة المقدسة، وبعد البحث في المواقع التي يشتبه فيها لم يتم العثور على الطفل. وبين المقدم سرحان أن والد الطفل أبلغ فرق الدفاع المدني بأن لديه مزرعة بداخلها بئر تبعد عن منزله 400 متر تقريباً، ويحتمل سقوط الطفل بداخلها، وعلى إثره تم في الحال تجهيز الغواص العريف نايف القثامي للنزول إلى داخل البئر البالغ عمقها 25 متراً تقريباً، وقطرها خمسة أمتار، ويتجاوز عمق الماء بداخلها ستة أمتار، مضيفاً «وبعد ارتداء الغواص كامل تجهيزات الغوص نزل إلى عمق البئر بمساندة من آلية لأحد المواطنين يتم استخدامها في ظل ما نص عليه نظام الدفاع المدني في الاستعانة ببعض الآليات التي تتوافق مع مهام الإنقاذ». وأضاف «وبعد البحث داخل البئر تم العثور على الطفل غريقاً وتم انتشاله من قبل الغواص نايف القثامي والصعود به إلى أعلى فوهة البئر وتسليمه للموجودين بكثافة حول حافة البئر من الخارج الذين يتجاوز عددهم 400 شخص، ونتيجة للتدافع وحجب الرؤية عن العاملين في الإنقاذ ارتطم البرميل الحامل للغواص في الجسر الحديدي المعترض على فوهة البئر مما أدى إلى خلل في توازن البرميل، وسقوط غواص الدفاع المدني وارتطامه بجانب البئر ونزوله في المياه وهو فاقد الوعي مما أعاقه عن الغوص داخل المياه». وأشار إلى أن أفراد فرقة الإنقاذ المائي باشروا إنقاذ زميلهم وإخراجه ونقله على الفور إلى المستشفى بعد أن فارق الحياة شهيداً للواجب.