رحبت كابول، بتوجيه القضاء العسكري الأميركي أول اتهامات جنائية لجنديين من قوات مشاة البحرية (مارينز) بالضلوع في فضيحة التبول على جثث ثلاثة من متمردي حركة «طالبان» الأفغانية والتي بثت صورها على الإنترنت في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال زاهر عظيمي: «نرحب بالقرار الأميركي، ونريد أن يخضع كل من ارتكب هذه الأعمال غير الشرعية، سواء في الولاياتالمتحدة أو أفغانستان، إلى محاكمة». لكن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد اعتبر الاتهامات «مجرد عمل رمزي لجذب انتباه الإعلام»، مضيفاً: «هؤلاء الجنود مجرمو حرب ويجب معاقبتهم بقسوة»، علماً أن الأميركيين يواجهون اليوم موجة احتجاجات ضدهم في العالم الإسلامي، بعد نشر مقاطع من فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام والذي انتج في الولاياتالمتحدة. وأورد القرار الاتهامي أن الجنديين جوزف تشامبلين وادوارد دبتولا، وكلاهما برتبة رقيب ينتميان إلى وحدة نخبة القناصة في الكتيبة 3 من الفوج الثاني للمارينز الذي تمركز في ولاية هلمند جنوبأفغانستان، «ظهرا في لقطات مصورة غير مرخصة تعود إلى 27 تموز (يوليو) 2011 مع ضحايا بشريين، وخالفا مهمة قيادتهما العناصر تحت إمرتهما، وبالغا في تدمير المنازل وإطلاق النار باستخدام رشاشات وقاذفات قنابل». وكان القضاء العسكري الأميركي فرض الشهر الماضي عقوبات إدارية على ثلاثة جنود آخرين تورطوا بالفضيحة ذاتها التي صدمت المسؤولين السياسيين والعسكريين الأميركيين الذين أبدوا استيائهم من «العمل المشين»، كما وصفه حينها وزير الدفاع ليون بانيتا. وبعد أيام من عرض الشريط في كانون الثاني الماضي، أطلق جندي أفغاني النار على مجموعة من الجنود الفرنسيين تولوا تدريب القوات الأفغانية، وقتل خمسة منهم وجرح 15 آخرون. وتكرر هذا النوع من الهجمات التي ينفذها عناصر في الشرطة والجيش الأفغانيين هذه السنة، ما أدى إلى مقتل 51 جندياً أجنبياً. على صعيد آخر، رصد مركز «انتل» لمراقبة المواقعة الإسلامية على الإنترنت شريطاً مصوراً بثته حركة «طالبان» وعرض تفاصيل التخطيط والتدريب على الهجوم الذي استهدف قاعدة «باستيون» في هلمند قبل عشرة أيام. وأظهر الشريط مجموعة من مقاتلي «طالبان» يرتدون زياً عسكرياً أميركياً يجرون تدريبات ويوجهون رسائل بالإنكليزية. واعتبر الهجوم الذي شنه حوالى 15 من مقاتلي الحركة أحد الأسوأ هذه السنة على قاعدة للحلف الأطلسي (ناتو)، وأدى إلى سقوط جنديين أميركيين وجرح تسعة آخرين، وتدمير ست طائرات قتالية من طراز «هاريير» وإلحاق أضرار شديدة بطائرتين أخريين. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 15 من مسلحي «طالبان» في 11 عملية نفذتها قوات حكومية واجنبية مشتركة في ولايات لقمان وبقلان وقندوز وقندهار وأروزجان وورداك وخوست خلال الساعات ال 24 الماضية. كما قتلت قوات مشتركة أخرى تاجر سلاح يعمل لحساب «طالبان» ويدعى حزب الله وأحد مرافقيه، ودمرت مخزناً للأسلحة غير الشرعية في عملية بمنطقة أومنه في ولاية باكتيكا». في المقابل، قتل مسلحون زعيماً للمجاهدين المحليين المرتبطين بتحالف الشمال المناهض ل «طالبان» يدعى عظيم خان، فيما جرح 4 أشخاص في انفجار قنبلة قرب سوق غرب كابول. وفي بريطانيا، أعلنت وزارة الدفاع وفاة جندي من مغاوير مشاة البحرية الملكية ل «أسباب طبيعية» في جنوبأفغانستان، جعله الجندي البريطاني ال41 الذي يقتل هذه السنة، وال 433 منذ نهاية 2001.