طائرات من دون طيار تحلًق فوق رؤوسنا في اليمن... تجوب سماءنا بكل حرية. أصبح صوتها ومشاهدتها مصدر رعب وخوف للمواطنين، حتى إن البعض يأبى ركوب وسائط النقل او حضور الحفلات والتجمعات أو زيارة الأسواق الشعبية خوفاً من أن يكون هناك أشخاص من الجماعات الارهابية المطلوبة أمنياً وبالتالي قد يتسبب احد المطلوبين في وفاة مجموعة من البشر لا ذنب لهم، لكن البعض يرى ان الطائرات تمتلك تكنولوجيا عالية الدقة وأنها لا تخطئ أهدافها، فكيف يتم ذلك! هذا لا يهم لأن جدتي لم ولن تصدق ان الطائرة التي تشاهدها، هي من دون «آدمي» يقودها. لقد تزايدت الضربات الجوية لتلك الطائرات في محافظة حضرموت بالذات وتناقضت الأخبار عبر وسائل الإعلام اليمنية، ما يدل إلى أن كل وسيلة تنقل عن مصادرها، أي انه لا يوجد مصدر أمني لضبط الأخبار وعدد القتلى ومكان الضربة وزمانها، والأخطر من ذلك عدم التوضيح للرأي العام بتفاصيل الضربة وأسماء الأشخاص المستهدفين ببيان يصدر عن وزارة الداخلية عبر وسائل الإعلام الرسمية، لأنه تردد أخيراً ان عدداً من القتلى أبرياء على حد زعم أسرهم، وما حصل في خشامر في محافظة حضرموت ورداع في محافظة البيضاء يعد جزءاً من الاحتجاجات. المواطن اليمني في حيرة من أمره لمعرفة هوية المستهدفين وجرائمهم وهل عملت الحكومة التوافقية على وضع حلول لاستدعائهم وتسليم أنفسهم وإعلان التوبة. وقد تردد أن بين القتلى أجانب فمن هم ومن أي جنسية وكيف دخلوا اليمن؟ شكوك كثيرة تساورنا حول غموض الضربات وتحليق الطائرات ليل نهار. لقد ترتبت على الضربات الجوية للطائرات من دون طيار مآسٍ كارثية أبرزها عدم أخذ أشلاء القتلى. فمن العار أن تأخذ الجثث جماعات غير معروفة في ظل غياب التواجد الأمني وسيارات الإسعاف والمتخصصين في جمع الأشلاء المتناثرة، فقد نتج من ذلك، وتحديداً في مديرية القطن ظاهرة انتشار الكلاب المسعورة التي تهاجم البشر والماشية. وقد حصلت حوادث كثيرة بعد ان نهشت الكلاب أحد الجمال وتسبب ذلك في جنونه حتى أصبح يهاجم البشر، حدث ذلك في منطقة «منخر» في مديرية القطن في وادي حضرموت وتم التخلص من الجمل بإطلاق النار عليه بعد ان فقد كل المشاعر، ويقال إن عضة كلب مسعور تتسبب في وفاة الآدمي، ما يُلزم الجهات المعنية القيام بحملة توعية وأخرى ميدانية يتم خلالها التخلص من الكلاب كي نتجنب أضرارها الكارثية ونوفر قيمة الأمصال الباهظة الثمن، والأهم كما أسلفت هو التواجد الأمني برفقة الخبراء والمختصين حتى لا يفقد المواطن ثقته بالحكومة.