فيما رجحت كتلة «التحالف الكردستاني» عقد لقاء بين رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم القائمة «العراقية» أياد علاوي للبحث في سبل الخروج من الأزمة، شدد ائتلاف «دولة القانون» على ضرورة عقد المؤتمر الوطني خلال الأيام المقبلة «حتى لو تغيب عنه بعض القادة». لكن «العراقية» استبعدت عقد المؤتمر واعتبرت الحديث عنه «مجرد أوهام الغاية منها كسب الوقت». وكان طالباني بدأ فور وصوله إلى السليمانية مشاورات مع عدد من القادة السياسيين والتقى امس رئيس البرلمان أسامة النجيفي. وقال القيادي في «التحالف الكردستاني» محمود عثمان أن طالباني سيزور أربيل قبل انتقاله إلى بغداد الأسبوع المقبل. وأضاف أن «الغاية من زيارة أربيل هي لقاء قادة أكراد ورئيس الإقليم مسعود بارزاني لتوحيد وجهات النظر قبل بدء المشاورات في بغداد». وشهدت الفترة الماضية خلافات بين بارزاني وطالباني بعدما رفض الأخير استجواب رئيس الوزراء. وتابع عثمان أن «الخيار الأمثل لحل الأزمة يتمثل بجمع قادة الكتل وفي مقدمهم المالكي وعلاوي برعاية طالباني للبحث في المشكلات بشكل مباشر وعملي، الأمر الذي قد يؤدي إلى انفراج سريع في الأزمة»، مشيراً إلى أن «ذلك ما سيعمل عليه رئيس الجمهورية خلال الفترة المقبلة». إلى ذلك، توقع عضو «ائتلاف دولة القانون» سعد المطلبي عدم حضور علاوي المؤتمر الوطني، وقال إن ذلك «لن يؤثر في النتائج»، وأضاف في اتصال مع «الحياة» أن «الفترة الماضية شهدت الكثير من اللقاءات ونرى أن الوقت حان لعقد المؤتمر الوطني حتى لو تخلف عنه بعض القادة». وزاد ان «التحالف الوطني سيعرض على طالباني تصوراته للقضايا التي يمكن إيجاد حلول لها خلال الفترة الباقية من عمر الحكومة. نستطيع أن نسمي الوزراء الأمنيين ونشكل مجلس السياسات الاستراتيجية ليرأسه علاوي، لكن لا نستطيع أن نعدل مواد الدستور التي يطعن بها رئيس إقليم كردستان ويخالفها باستمرار». واستبعدت «العراقية» عقد المؤتمر الوطني، وأعلنت في بيان أن «العملية السياسية تعاني مرضاً عضالاً ربما يدفع بها إلى النهاية إذا استمرت الأزمة السياسية في العراق»، مبيناً أن «الحديث عن الإصلاح لم يتحول إلى عمل فعلي، والمؤتمر الوطني يتعثر منذ اكثر من تسعة أشهر، في وقت استغرقت عملية كتابة الدستور شهرين». وأضافت أن»ورقة الإصلاح مضى على الحوار بشأنها اكثر من ثلاثة أشهر، وتحتاج إلى ما لا يقل عن ثلاثة أشهر أخرى إذا كانت ستطرح على الكتل السياسية لمناقشتها». وتابع أن «عقد المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية أواخر العام الماضي ما زال متعثراً لعدم وجود نوايا صادقة لحل المشاكل، ومن المستبعد أن يعقد قبل العيد المقبل، وهكذا تكون موضوعة الإصلاح ليست اكثر من إبرة تخدير تهدئ ألم الواقع قليلاً ولكنها لا تنهي أمراض العملية السياسية». وزاد أن «التحالف الوطني نفسه لم يتفق على ورقة الإصلاح منذ ثلاثة اشهر، فما الضامن أن تتفق عليها الكتل السياسية الأخرى خلال فترة قريبة»، مشيراً إلى أن «الوضع الإقليمي والدولي يؤثر في العراق الذي يعاني أصلاً أزمات في مختلف المجالات».