أصدرت محكمة مصرية أمس أحكاماً قاسية بحق «جهاديين» دينوا بقتل ضباط وجنود من الشرطة في شبه جزيرة سيناء. وعاقبت محكمة جنايات الإسماعيلية بالإعدام 14 من المتهمين وقضت بالسجن المؤبد بحق 6 آخرين، فيما برأت أربعة. ومن شأن تلك الأحكام تأجيج غضب الإسلاميين المتشددين في سيناء، ما ينذر بعمليات انتقامية، وهو ما دفع السلطات إلى تعزيز وجود قوات الشرطة، كما عادت مجدداً الدبابات وراجمات الصواريخ إلى مدن العريش والشيخ زويد في شمال سيناء. وتعد هذه الأحكام غير نهائية، إذ يحق لهيئة الدفاع عن المتهمين التقدم بطعن، وفي حال قبوله ستتم إعادة المحاكمة أمام دائرة جديدة. وكانت جلسة الأمس لتثبيت أحكام الإعدام التي أصدرتها المحكمة في وقت سابق بحق 14، ثمانية منهم في حال فرار، وصدّق عليها المفتي، كما عاقبت بالسجن المؤبد عبدالكريم أبو جامع وعبدالعليم هنيدي ورامز عبدالقادر ومعتز عبدالقادر وحسام موسى، وبرأت مسلم إسماعيل مسلم وإبراهيم عبدالله حمدان وأحمد علام وأحمد أبو سنة. وأظهرت الجلسة مدى تردي العلاقة بين الإسلاميين المتشددين الذين يستوطنون شبه جزيرة سيناء وأول رئيس إسلامي يتولى الحكم، إذ ردَّد المتهمون من داخل القفص اتهامات للرئيس محمد مرسي كونه «لا يحكم بما أنزل الله»، كما هاجموا قضاه المحكمة واتهموهم ب «الكفر»، وردَّد المتهمون هتافات مناوئة لإسرائيل، واعتبروا أنفسهم «حماة الثورة». وكانت النيابة العامة في مدينة العريش أحالت أوراق القضية على محكمة جنايات الإسماعيلية بعد أن وجهت إلى المتهمين تهم «القتل العمد والشروع في قتل ضباط وشرطيين كانوا مكلفين تأمين مصرف في مدينة العريش، إضافة إلى مهاجمة قسم شرطة في العريش وقتل شرطيين وسرقة سلاح». واتهمتهم أيضاً ب «إنشاء وإدارة جماعة التوحيد والجهاد التي تدعو إلى تكفير الحاكم وإباحة الخروج عليه والاعتداء على الشرطة والقوات المسلحة وتخريب المباني والأملاك العامة وحيازة محررات ومطبوعات تتضمن ترويجاً لفكر الجماعة». ميدانياً، وصلت أمس إلى العريش والشيخ زويد أرتال من المدرعات الحديثة، وأفيد بأن القوات المشتركة للجيش والشرطة تستعد خلال أيام «لتنفيذ عملية عسكرية موسعة ضد العناصر المسلحة». ويأتي تكثيف الوجود العسكري على الحدود غداة اجتماع للرئيس محمد مرسي مع المجلس العسكري بتشكيلته الجديدة، وبعد تصريحات نسبت إلى مسؤولين إسرائيليين لوحوا فيها بالتدخل عسكرياً في سيناء. وقال شهود إن شاحنات عملاقة تحمل دبابات ومدرعات توجهت إلى العريش لتضاف إلى أرتال من الدبابات والمجنزرات وصلت أخيراً إلى شمال سيناء، فيما قالت مصادر أمنية إن السلطات تستعد لتنفيذ عملية «لحصار وقنص الإرهابيين». وأوضحت أنه «سيتم خلال ساعات تحرك الآليات العسكرية لحصار المناطق المشتبه بوجود المسلحين فيها ومداهمتها»، لافتاً إلى أن «طائرات قامت بعمليات تمشيط وحددت بؤر يتوطن فيها المسلحين». ولفت إلى «تعزيزات على الحدود مع إسرائيل لمجابهة أي محاولات للتسلل». وعلى الصعيد نفسه، تنسق قوات حفظ السلام الأممية في سيناء مع الجانب المصرى لتعزيز وتحصين جميع معسكراتها، خصوصاً معسكر الجورة في الشيخ زويد الذي تعرض إلى هجوم من جانب محتجين على عرض الفيلم المسيء للإسلام، وساعدت عناصر من الجيش المصري مدعومة بالدبابات والمصفحات في أعمال تأمين قوات حفظ السلام.