أسر عرض "ريد بُل فلاينغ باخ" الحضور في كازينو لبنان وأذهلهم، إذ أن غالبيتهم لم تتوقع أن في إمكان ال"بريك دانس" أن يتناغم مع الباليه، وأن الرقص الشبابي المعاصر قابل للتفاعل مع الرقص الكلاسيكي، في خطوات طائرة تحركها ألحان الموسيقي العالمي يوهان سباستيان باخ. هذا المزج الخيالي بين الفنون القديم منها والحضري، تحول واقعاً في العرض الذي قدّمته الفرقة الألمانية "فلاينغ ستيبس"، بطلة العالم أربع مرات في ال"بريك دانس"، على مدى يومَين، قبل زيارتها قطر والإمارات في إطار جولة عالمية حطت في الشرق الأوسط للمرة الأولى. وتسعى الفرقة في جولاتها الى تعزيز التفاعل بين الحضارات، من خلال لمسة شبابية معاصرة، اختصرت المسافات بين الأزمنة في حدث "ريد بُل فلاينغ باخ". وقد خطف العرض أنفاس الحضور الذين شخصت نظراتهم الى حركات جسدية مذهلة تخللها دوران كامل على الرأس ووضعيات لافتة في الهواء. وترافق ذلك مع عرض رائع للباليه الكلاسيكي المصحوب بعزف حي على البيانو. حتى أن تعليقات الحضور وتفاعلهم مع الحدث، لم تكن لتعبر بالكامل عن روعة المشهد بالصوت والصورة في كازينو لبنان، حيث كانت خطوات أعضاء الفرقة أشبه بأنامل تتنقل بخفة غير معهودة على مفاتيح بيانو عملاق جسدته خشبة المسرح. جولة "ريد بُل فلاينغ باخ" التي انطلقت من كرواتيا في 3 أيار، وجالت حتى اليوم على كل من جورجيا والنروج ولبنان، ستحط في الثلثاء والأربعاء في قطر، حيث تقام في مسرح الدراما في الحي الثقافي "كتارا"، على أن تنتقل نهاية الأسبوع الى مدينة الجميرة في الإمارات. وتتوالى العروض بعد ذلك تباعاً في كل من إيطاليا والسويد وأوكرانيا وتشيخيا واليابان وسويسرا وروسيا، لتطال أوسع مروحة من الثقافات بلغة الفن والموسيقى، من خلال حلم تحول حقيقة، بحسب كلمات مؤسس فرقة "فلاينغ ستيبس" المولود في لبنان فارتان باسيل.