في اول اعتراف لقائد عسكري ايراني بارز بجدية احتمالات نشوب نزاع مسلح مع اسرائيل، اعلن قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري ان التجاذبات العسكرية بين بلاده والدولة العبرية ستنتهي باحتكاك عسكري «خصوصاً ان تهديدات اسرائيل اثبتت جدية عدائها للإسلام والثورة الاسلامية». ويشكل ذلك تراجعاً عن اتهام طهران خلال الأسابيع الماضية قادة اسرائيل بالخداع واستبعاد تنفيذ تهديداتها بشن غارات جوية على المنشآت النووية الايرانية، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. على هامش معرض عسكري ل «الحرس الثوري»، قال جعفري: «الحرب معنا ستؤدي الي هلاك العدو»، ولن تكون ظروفها مماثلة للحرب العراقية - الايرانية (1980 - 1988) التي شهدت معارك برية واجتياح مناطق من الجانبين، معترفاً بأن بلاده «باتت تتعامل بجدية اكبر مع تهديدات» اسرائيل. واضاف: «نبذل جهوداً كبيرة لزيادة جاهزيتنا للدفاع عن انفسنا في مواجهة أي خطوة غير عقلانية، وعن باقي الدول التي تحتاج مساعدتنا. استفدنا من تجارب الحرب العراقية - الايرانية، إذ تستخدم قواتنا اليوم احدث التقنيات. ونذكّر بأننا انتصرنا علي الأعداء بأيدٍ خاوية فما بالكم اليوم». واشار الى ان الظروف تتغير بسرعة في المنطقة، و»الحرب ستندلع لأن اسرائيل تراها الطريقة الوحيدة للمواجهة، لكن مكانها وموعدها غير معروفين». وشدد على ان «الثورة الاسلامية لا حدود لها، ويجب ان نضع التجارب التي اكتسبناها خلال السنوات الثماني (الحرب على العراق) لدفاعنا المقدس، بتصرف الآخرين». واعتبر ان من «الحماقة» خوض اسرائيل التي وصفها بأنها «ورم سرطاني قذر» الحرب، «لذا ننصح اسيادهم بتجنب اي خطوة تؤدي الى نهاية وجودهم. لكن عدم قدرة الاسرائيليين على استيعاب سرعة تحرك الثورة الاسلامية ضد اهدافهم، تضعنا في نهاية المطاف امام حرب محتملة». واستدرك: «لا يمكن منع ظروف الحرب، رغم ان الجميع يعرف انه لا يمكن مواجهة نظام الجمهورية الاسلامية. لا يمكن ضمان تحلي العدو بعقلانية، وعدم لجوئه الى الجنون». معروف ان اسرائيل قصفت المفاعل النووي العراقي (تموز) عام 1981 وشنت عام 2007 غارة جوية على موقع في سورية ادعت انه منشأة نووية. وتهدد بتكرار الأمر في ايران، إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في وقف نشاطها النووي الذي تشتبه في أنه يهدف الى انتاج اسلحة نووية. على صعيد آخر، افادت وكالة انباء «فارس» ان الولاياتالمتحدة رفضت «من دون تقديم توضيحات»، منح 20 مسؤولاً ايرانياً، بينهم وزيران، تأشيرات لدخول اراضيها من أجل حضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع، علماً ان مسؤولين ايرانيين يطبق عليهم حظر سفر الى اميركا، في اطار عقوبات فرضت بسبب البرنامج النووي لبلدهم. وتوجه الرئيس محمود احمدي نجاد الى نيويورك لحضور الدورة، وإلقاء خطابه الأخير رئيساً امام الجمعية العامة الاربعاء. ورافقه مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي ووزير الخارجية علي اكبر صالحي.