كابول، لندن – رويترز، أ ف ب - قتل تسعة من جنود الحلف الاطلسي بينهم ستة اميركيين في هجمات جنوب وشرق افغانستان خلال الساعات ال48 الاخيرة. وكان الحلف اعلن السبت مقتل اربعة من جنوده هم فرنسي وثلاثة اميركيين. كما قتل السبت جنديان آخران من الحلف لم تكشف جنسيتيهما في جنوب البلاد عندما انفجرت قنبلتان يدويتا الصنع بآليتيهما.واعلن الجيش الأميركي ان ثلاثة من جنوده قتلوا في شرق افغانستان امس، في مؤشر إلى استمرار تصاعد العنف بعدما منيت القوات الأجنبية في تموز (يوليو) الماضي، بأكبر خسائر شهرية في الأرواح في سنوات الحرب الثماني. وأوضح التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي في بيان ان قنبلة على الطريق انفجرت أثناء مرور دورية ثم هاجمها مسلحون بنيران اسلحة صغيرة، ما اسفر عن مقتل الجنود الثلاثة. وذكرت الناطقة باسم الجيش الأميركي الليوتنانت كوماندر كريستين سايدنسترايكر ان الجنود القتلى اميركيون. وقتل ثلاثة جنود اميركيين آخرين السبت في الجنوب الأفغاني. وكان آلاف من قوات مشاة البحرية الأميركية والقوات البريطانية شنوا هجوماً كبيراً في ولاية هلمند بداية الشهر الماضي. وقتل جندي فرنسي في شرق افغانستان السبت. وشهد تموز، سقوط اكبر عدد من القتلى بين القوات الأجنبية في افغانستان اذ قتل منها 71. وكان قادة عسكريون حذروا من سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى قبيل هجمات هلمند وهي اولى عمليات في اطار الاستراتيجية الإقليمية الجديدة للرئيس الأميركي باراك اوباما لإلحاق الهزيمة ب «طالبان» وحلفائها وإرساء الاستقرار في أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية في افغانستان في 20 الجاري. في غضون ذلك، اعتبر تقرير اعدته لجنة نافذة من النواب البريطانيين وصدر امس، ان المهمة العسكرية الدولية في افغانستان، حققت «اقل بكثير مما وعدت» بسبب غياب الإستراتيجية الواقعية. وأوضحت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني انه في ظل غياب استراتيجية واضحة، اصبح تحقيق الاستقرار في افغانستان «اصعب بكثير مما كان ممكناً». وانتقد النواب سياسات الولاياتالمتحدة في افغانستان وباكستان، محذرين من ان «التمادي في عدم احترام الخصائص الثقافية» الذي تقوم به بعض قوات التحالف ادى الى احداث ضرر كبير في تفهم الأفغان (لوجود قوات حلف شمال الأطلسي) سيكون من الصعب اصلاحه». وقال التقرير ان «المجهود الدولي في افغانستان منذ 2001 حقق اقل بكثير مما وعد ومرد ذلك في شكل رئيسي الى غياب الرؤية والاستراتيجية الموحدة التي تستند الى حقائق التاريخ الأفغاني وعاداته وسياسته». وأضاف التقرير: «مع ان وضع افغانستان الحالي ليس فقط نتيجة لأخطاء الغرب منذ 2001، الا ان اخطاء كان يمكن تفاديها كردود الفعل غير المحسوبة، وتداخل السياسات وتشتتها، تجعل مهمة جعل البلد مستقراً اليوم اصعب بكثير مما كان يمكن ان تكون عليه». في السياق ذاته، اشترط الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان كاي إيدي ان تشمل أي محادثات سلام بأفغانستان قادة حركة «طالبان»، لضمان نجاحها في وقت برزت فيه اختلافات بين أوساط المجتمع الدولي حول الاستراتيجية المطلوبة لإنهاء الأزمة هناك. وقال إيدي في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» الصادرة امس: «يتعين علينا مخاطبة الناس المهمين في حال أردنا الحصول على نتائج مهمة، لأن التفاوض مع القادة المحليين على الأرض غير مجد ولن يوصلنا إلى النتائج المطلوبة». وأضاف: «إذا انخرطنا في شكل جزئي مع الأطراف المعنية في أفغانستان، فسنحصل على نتائج جزئية، ويتعين علينا أن نضع عملية سياسية شاملة لأن هذا هو السبيل الوحيد لوضع نهاية للأزمة هناك».