قد تتشابه لعبة «روبي بلاست» Ruby Blast مع ألعاب اخرى سبقتها، من النوع الذي يوصف ب «ألعاب الأركاد» Arcade Games، بمعنى أنها تصنع كي توضع على جهاز لا يُشغّل سواها، خصوصاً ذلك المرتكز على تحطيم المجوهرات مثل «دايموند داش» Diamond Dash و»جوليري غايم» Jewelry Game و»غايم غليد» Game Guild و»قلعة المجوهرات» Jewelry Castle وغيرها. إغواء متاهة المنجم عندما أُطلقت «روبي بلاست» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» http://zynga.com/play/rubyblast، في آب (أغسطس) 2012، ثار سؤال معتاد عن الجديد الذي تقدمه للاعبين المتمرسين بهذا النوع من الألعاب. سرعان ما تبين أن هذه اللعبة ترتكز على فكرة جديدة هي التنقيب عن المجوهرات في منجم. ولاقت الفكرة استحساناً واسعاً. وبعد شهر ونصف الشهر على إنطلاقتها، وصل عدد لاعبيها وفق إحصاءات موقع «آب داتا» Appdata المتخصّص في إحصاءات التطبيقات الإلكترونية، إلى قرابة 3.6 مليون لاعب، بمعدل 490 ألفا يومياً. ويجدر لفت النظر إلى أن هذه الأرقام مألوفة في عالم الألعاب الإلكترونية، بل أنها تعني أن «روبي بلاست» لا تزال في مرتبة متأخرة عن شبيهاتها! قبل البدء بأي جولة من اللعب، تعطي «روبي بلاست» اللاعب فرصة الحصول على «وصفة سحرية» صغيرة على شكل رسالة، تتيح له الحصول على مكاسب إضافية. ولا تكتفي لعبة «روبي بلاست» (ترجمتها حرفياً: «تفجير الياقوت الأحمر»)، بمبدأ تحطيم المجوهرات في مجموعات، بل يدخل فيها عنصر الحركة. ويؤدي اللاعب دور المُنقّب عن الجواهر في منجم مليء بالكنوز. ويفتح الكنز تلو الآخر، كلما اجتاز مرحلة من مراحل اللعبة، مع مراعاة وجوب التركيز على الحجر الكريم الأحمر، أي الياقوت، الذي يؤهله للترقي في مراحل اللعبة. تترافق هذه الأمور مع موسيقى تشجيعية ومؤثّرات صوتية تضفي جواً بهيجاً على اللعبة. وعند الضغط على المجوهرات لتحطيمها، يسمع اللاعب ضربة المنجل في الأرض، وصوت تحطّم الحجارة أو المجوهرات على وقع هذه الضربة. أما من يرغب بمزيد من التركيز خلال اللعب، فيمكنه إغلاق مفاتيح الصوت والموسيقى. تعتمد هذه اللعبة على أسلوب تجميع النقاط عبر التأشير بالماوس على المجوهرات المتلاصقة ذات اللون الواحد، على أن يكون عددها ثلاثة أو أكثر. وفي المقابل، يجب التركيز على المجوهرات التي تقع في أسفل شاشة اللعب، لأنها تتيح تدمير الصخور في المنجم، والنزول إلى مكان «أعمق» للحصول على مزيج من المجوهرات والكنوز المخفية. وكلما دمر اللاعب الصخور في أعلى الخط السفلي، كلما اكتسب مزيداً من الوقت، بمعدل يرواح من 10 إلى 20 ثانية، وذلك يتيح له التنقيب من جديد على عمق أكبر. وفي كل مرة يضاف عمق بمعدل 20 قدماً للاعب لينقب فيه. وكلما اجتاز مستوى في اللعبة، يحصل على المزيد من الياقوت الذي يمكنه من رفع مستوى اللعب، والحصول على درجة أعلى. ومع اجتياز المراحل المتقدمة، يغدو من المستطاع الحصول على وسائل مساعدة مختلفة، منها «الجوهرة المتفجّرة» التي تدمر الصفوف المحيطة بها أفقياً وعامودياً، و»النجمة المتفجّرة» التي ترسل سيولاً لتدمير المجوهرات في طريقها. وهناك «الجوهرة الخضراء» التي تساعد في ترتيب المجوهرات من اللون نفسه في كتل كبيرة، كي تساهم في تدمير الصخور تحتها. وتندرج في القائمة عينها، «القنبلة الحمراء» التي تسمح بتدمير المجوهرات التي تقع تحتها مباشرة. تتبع اللعبة طريقة علماء الآثار في التنقيب. وكلما جمع اللاعب حجارة كريمة في عمق أرض «روبي بلاست»، يتمكن من رفع مستواه في اللعبة، وتحقيق أعلى المراتب في الترتيب الأسبوعي للاعبين. ويستطيع اللاعب أن يتنافس مع أصدقائه في «فايسبوك»، أو الأشخاص الذين يمارسون «روبي بلاست» حول العالم، وذلك عبر منافسات أسبوعية، ينال الفائز فيها «نقوداً» تنفعه لشراء وسائل المساعدة في اللعبة. كما تتيح «روبي بلاست» للاعبيها الأوفياء الذين يزاولون الحفر بشكل يومي، الحصول على هدايا قيّمة. وعند الغوص في المنجم، يصبح من المستطاع تجميع الحجارة الكريمة، ومراكمة الكنوز، إضافة إلى إمكان تبادل الهدايا مع الأصدقاء يومياً. على رغم الإضافات الشيّقة التي تتوالى على هذه اللعبة الجديدة، فإن من سيئاتها أن اللاعب لا يستطيع التوقف في استراحة خلال اللعب، وبالتالي إذا احتاج إلى ترك «التنقيب» للحظات، فإنه يخسر تلقائياً الوقت الممنوح له. وبذا، تفرض «روبي بلاست» على لاعبها التفرغ التام لفترة مبدئية هي دقيقة ونصف الدقيقة، بل ربما تزيد هذه المُدّة كلما استطاع اللاعب تحقيق إنجازات في المرحلة التي يلعب فيها. وبالنسبة للوقت المتاح للعب، ظهرت مشكلة عندما بدأ عدد من اللاعبين يشتكي في المنتديات الخاصة باللعبة وشركة «زينيا» Zynga الصانعة لها. إذ أشار عدد منهم إلى أن الوقت الممنوح لهم هو 40 ثانية، بينما ينال غيرهم 90 ثانية. أما الثغرة الأخرى التي لوحظت على «روبي بلاست»، فهي أن الشاشة لا يمكن تكبيرها ليرتاح النظر خلال اللعب، بل يتعين على اللاعب تركيز بصره في مساحة تصل إلى ثلثي شاشة الكومبيوتر، طيلة زمن اللعب. في المحصلة، لا تعتبر «روبي بلاست» مجرد استنساخ لغيرها من الألعاب، بل تبدأ من حيث انتهت شبيهاتها. وتجمع عدداً من العناصر التي تتمتع بها الألعاب الأخرى، لكنها تضيف عناصر تشويق إضافية، على رغم وجود بعض العيوب التي لا يصعب على شركة متمرّسة مثل «زينيا» تصحيحها.