يعيش الشعب في أرضه هانئاً بعيداً من المشكلات. فجأة يجتاحه عدو بالعتاد والرجال. ينتشر الدمار في كل مكان. وتتولّد الرغبة لدى الشعب صاحب الأرض في الإنتصار على الإحتلال. ثمة تحوير بسيط لهذا السيناريو الذي يبدو مألوفاً. ليس صاحب الأرض سوى مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» من المشتركين في لعبة «إمبراطويات وتحالفات» Empires & Allies التي أطلقتها شركة «زينغا» Zynga مطلع الشهر الجاري. مليون محارب ارتفع عدد المشتركين في هذه اللعبة التفاعلية في شكل قياسي في أيام قليلة، ليصل إلى قرابة 23 مليون مستخدم، بينهم أكثر من مليون أبدوا إعجابهم بهذه اللعبة الجديدة، عَبر استخدام زر «لايك» Like على الصفحة الخاصة بهذه اللعبة، ما يجعلها الأكثر نمواً في تاريخ ألعاب الشبكة الإلكترونية، وفق إحصاءات متداولة على الإنترنت. تعتمد اللعبة على التحدي بين اللاعبين الإفتراضيين. إذ يهب القائد (المستخدم) ليعيد بناء ما تهدم إثر القصف المدمر الذي تتعرض له أرضه من قبل الغزاة. ثم تنصحه إحدى الشخصيات «الموجّهة» التي تظهر في اللعبة، بوضع العلم في وسط الأرض «لأن شعبه فخور بأنه قائده... ويعطي العلم دلالة على أنهم وجدوا هنا ليبقوا». وبإتّباع هذه النصيحة، ينجز اللاعب أولى المهمات التي تتيح له البدء في إنشاء إمبراطوريته. وبالتوازي مع ذلك، يبني جيشاً من جنود ودبابات ومدافع، ليرد الأعداء عن أرضه ويوقف غزوهم ويحمي شعبه وإمبراطوريته. في خطوة تالية، يعقد المستخدم تحالفات مع أصدقاء، كما يسعى لتأمين موارد الطاقة. ولا يتورّع أيضاً عن غزو أراضي الآخرين! يعبر المشاركون في هذه اللعبة عن إعجابهم بها، لأنها تركز كثيراً على التفاعل بين الأصدقاء، حتى لو جرى ذلك من طريق القتال والغزو والتدمير. إنها لعبة قتال استراتيجية، تعتمد على المعارك والدخول في حروب وتكوين تحالفات. تشبه اللعبة الجديدة الألعاب الإستراتيجية الأخرى المصمّمة للعمل على الفراغ الإفتراضي للإنترنت، واستناداً الى أحد برامج تصفّح الإنترنت. ليست هذه هي اللعبة القتالية الأولى التي صنعتها شركة «زينغا». إذ سبقتها لعبة «مافيا ورز» Mafia Wars. ويبدو أن لعبة «إمبراطويات وتحالفات» تسعى لتحقيق مشاركة واسعة بين مستخدمي «فايسبوك»، إضافة إلى كونها تدفع اللاعبين إلى التخطيط الإستراتيجي وإدارة موارد أراضيهم. كما تجمع اللعبة بين نموذجي اللعب وفق المخطط الاستراتيجي من جهة، والجانب الاجتماعي التفاعلي، من جهة أخرى. إذ تعطي اللاعب القدرة على بناء إمبراطورية، ثم الدخول في حومة التجارة بها، على غرار ما يحصل في لعبتي «فارم فيل» Farmville و «سيتي فيل» Cityville، الشهيرتين. وفي حال «إمبراطوريات وتحالفات»، يتوجّب حماية الأرض التي يجري الإتجار بها، كي لا ينالها الأعداء. وعلى خلاف كثير من الألعاب الأخرى التي قدّمتها شركة «زينغا»، ترتكز «إمبراطوريات وتحالفات» أساساً على قصة وخطة وتسلسل للأحداث. كما تحتوي اللعبة على أكثر من 30 شخصية «موجّهة»، تقود اللاعب في القصة، وترشده إلى الأهداف التي يجب تحقيقها للتقدم في مراحل اللعبة والتفوق على المتنافسين. وتعتبر هذه اللعبة من الألعاب ذات الشعبية المرتفعة، التي تطرحها شركة «زينغا» على غرار لعبتي «فارم فيل» و«سيتي فيل» على شبكة التواصل الإجتماعي «فايسبوك». وهي متوافرة مجاناً وبإثنتي عشرة لغة مختلفة. يذكر أن شركة «زينغا»، وهي من صُنّاع ألعاب الكومبيوتر التفاعلية، حققت خلال العام الماضي أرباحاً بقيمة 400 مليون دولار، مع إيرادات بلغت 850 مليون دولار.