تترقّب السلطات الفرنسية بقلق بالغ ما إذا كانت ستحصل ردات فعل في العالم الإسلامي اليوم الجمعة احتجاجاً على رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام نشرتها مجلة فرنسية ساخرة يوم الأربعاء. وأغلقت حكومة الرئيس فرانسوا هولاند سفاراتها وبعثاتها الديبلوماسية ومدارسها في 20 بلداً مسلماً خشية وقوع أعمال عنف بعد صلاة الجمعة، في تكرار للاحتجاجات أمام السفارات الأميركية ضد الفيلم المسيء للاسلام والتي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا في أكثر من دولة مسلمة. ولوحظ في هذا الإطار أن وزارة الداخلية التونسية قررت منع التظاهرات الجمعة، في استباق لأي أعمال عنف يمكن أن تحصل ضد المصالح الفرنسية. وفي وقت نظّم محتجون أمس تظاهرات في كابول وإسلام آباد وطهران نددوا فيها بالإساءات إلى معتقدات المسلمين، وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات عقب صلاة الجمعة في العديد من البلدان المسلمة، لوحظ أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان صريحاً في كلامه مع الصحافيين أول من أمس في نيويورك من خلال دعوته إلى رسم حدود لحرية التعبير، في استجابة واضحة لمطالب بلدان إسلامية بضرورة منع استغلال هذه الحرية للمس بمعتقدات أتباع الأديان السماوية، بما في ذلك الإسلام. وأضاف بان: «حين يستخدم البعض حرية التعبير هذه لاستفزاز أو إذلال اشخاص آخرين بقيمهم ومعتقداتهم، حينئذ لا يمكن حمايتها بالطريقة نفسها». وعززت الشرطة الفرنسية في الساعات الماضية من إجراءاتها الأمنية في أماكن حساسة في العاصمة باريس، بما في ذلك نشر قوات أمام المبنى الذي يضم اسبوعية «شارلي ايبدو» الساخرة التي نشرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة. ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو في بيان الى «موقف موحد» حول العالم ضد التحريض على الكراهية، في حين دان حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» التي خرج من صفوفها الرئيس المصري محمد مرسي، نشر الرسوم المسيئة، مطالباً الحكومة الفرنسية ب «إجراء حازم وسريع» ضد المجلة. وفي بيروت تداعى العلماء في لبنان إلى اجتماع طارئ في دار الفتوى، بدعوة من المفتي الشيخ محمد رشيد قباني الذي قال: «إن العلماء في لبنان يستنكرون ويشجبون ويدينون بشدة الإساءة إلى الإسلام وإلى النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» بإنتاج الفيلم المشين»، لافتاً إلى أن «العالم يواجه اليوم حملة شرسة ضد الإسلام والمسلمين لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في بلدانهم وبين الشرق والغرب، ولن يفلحوا في ذلك أبداً، لأن عقلاء المسلمين والمسيحيين هم على وعي كامل بما يحاك ضدهم من الدوائر الصهيونية».