قال مسؤول تركي إن مقاتلي المعارضة السورية استولوا على رابع نقطة عبور بين الحدود السورية -التركية عقب معارك عنيفة مع القوات النظامية. وأظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى يبدو أنه مكتب للجمارك عند «بوابة تل الأبيض» الحدودية. وقبل دقائق كان يمكن سماع دوي طلقات الرصاص في شكل متقطع وتصاعد الدخان الأسود من أجزاء في المبنى. وهذه هي المرة الأولى التي تحكم فيها قوات المعارضة قبضتها على منطقة حدودية في محافظة الرقة والتي لا يزال معظمها موالياً للنظام. وتسيطر المعارضة منذ نهاية تموز (يوليو) على ثلاثة على الأقل من المعابر الحدودية السورية السبعة مع تركيا، وهي باب الهوا والسلامة وجرابلس التي تشكل أبرز نقاط العبور بين البلدين. ويعزز الاستيلاء على نقطة رابعة سيطرتها على الشمال ويضع جيش الرئيس السوري بشار الأسد تحت ضغط أكبر في المعارك التي يخوضها من أجل السيطرة على حلب أكبر المدن السورية والتي تقع على مسافة غير بعيدة. ويبعد معبر تل الأبيض الحدودي مئة كلم شمال مدينة الرقة السورية. وقليلاً ما كان يستخدم حتى الفترة الأخيرة. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مدنيين سوريين فارين من المعارك ومصابين من الجيش السوري الحر قد تم استقبالهم في تركيا. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: «تأكدنا من أن قوات النظام تقصف القرية، وأن المتمردين سيطروا على جزء من المعبر الحدودي على الأقل». فيما قال مسؤول تركي لرويترز طالباً عدم الكشف عن اسمه «يمكنني تأكيد سقوط المعبر. إنه تحت السيطرة الكاملة للثوار». ولم يظهر أثر للقوات الحكومية عند المعبر في لقطات بثت حية على تلفزيون (سي أن أن ترك). واندلع القتال منذ ليلة أول من أمس. وأصدر مكتب المحافظ في بلدة أكاكالي الصغيرة على الجانب التركي من الموقع الحدودي تعليمات بإغلاق جميع مدارس البلدة وطلب من القرى المجاورة إغلاق المدارس ليوم واحد لأسباب أمنية وحظر جميع الأنشطة الزراعية في المنطقة. وقال رجل في الأربعينات لمحطة تلفزيون (سي أن أن ترك) من على بعد أمتار من السياج الذي يفصل بين البلدين «يسقط وابل من طلقات الرصاص هنا. نشعر بالهلع واضطررنا للمبيت في منزل آخر الليلة الماضية. لا نعرف ماذا نفعل». وأضاف: «المدرسون... الجميع غادروا المدرسة المجاورة لنا. فروا من المنطقة». وقال المسؤول التركي إن نحو 300 سوري فروا إلى تركيا قرب أكاكالي هرباً من المعارك كما يتلقى نحو 25 من مقاتلي المعارضة أصيبوا خلال المعارك العلاج في تركيا. وذكر مسؤولون أمنيون عراقيون ورئيس بلدية القائم العراقية الحدودية أن طائرات سورية قصفت بلدة البوكمال السورية قرب الحدود مع العراق. ويفصل بين البلدتين الواقعتين على ضفتي نهر الفرات عدة أمتار. وأصيبت امرأة تركية وابنتها برصاصات طائشة الليلة الماضية وقال مسؤول إن طلقات أخرى حطمت نوافذ عدة منازل على الحدود. فيما ذكرت شبكة «أن تي في» التلفزيونية الخاصة في تركيا أمس أن ثلاثة من سكان المدينة أصيبوا برصاص مصدره معبر تل الأبيض الحدودي السوري. ونقلت الشبكة عن رئيس البلدية التابعة لمحافظة سانليورفا أمري أكغون قوله إن بين الجرحى الثلاثة امرأة في حالة خطرة. ولم تعلق أنقرة بعد على القتال على طول حدودها لكن حادثة مماثلة في وقت سابق من العام الحالي دفعت الحكومة لتوجيه توبيخ حاد لسورية. وفي نيسان (أبريل) أبلغت تركيا الأممالمتحدة رسمياً بحادثة إطلاق نار عبر الحدود أسفرت عن إصابة خمسة على الأقل من بينهم مسؤولان تركيان إثر تعرض مخيم حدودي للاجئين السوريين في كيليس للنيران. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أنه تحدث إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في ساعة متأخرة ليلة أول من أمس. وبحث الزعيمان الأزمة السورية وقضايا أخرى. ولم يشر البيان إلى الحادثة الحدودية. يأتي ذلك فيما أكد الجيش التركي إثر تحقيق أن طائرته المقاتلة كانت في الأجواء الدولية عندما أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في حزيران (يونيو) الماضي وليس في المجال الجوي السوري كما زعمت دمشق. وخلص التحقيق الذي أجراه مدعون عسكريون إلى أن الطائرة إف - 4 التركية سقطت في المياه شرق البحر المتوسط نتيجة انفجار صاروخ سوري في جانبها الأيسر كما أعلنت قيادة أركان الجيش التركي في بيان. وأفاد تقرير المدعين بأن الطائرة سقطت «من قوة تأثير الانفجار الذي شل قدرة الطيارين والطائرة على العمل» كما أضاف البيان. وقد لقي قائدا الطائرة حتفهما في الحادث. وتؤيد هذه النتائج ما سبق أن أكدته أنقرة التي اتهمت دمشق بالقيام بعملية معادية في الأجواء الدولية.