عندما يتعرض شخص للغرق، ويأتي من يمد يده لمساعدته، محاولاً ابعاد الخطر عن الغريق، يكون قد قام بعمل نبيل يستحق من خلاله ان ننظر له بعين الاحترام، ونقدر ما قام به من دون سؤاله عن الدوافع، لأن نتيجة العمل الذي قام به إنقاذ نفس بشرية، من دون النظر إلى الدوافع. ان جاز هذا التشبيه فهو ينطبق على ما قامت به شركة ركاء باتفاقها مع رابطة الاندية المحترفة لتسمية دوري الدرجة الاولى باسم الشركة. من الطبيعي جداً ان يقول أي متابع إن الشركة مستفيدة من هذا العقد، وانه لا داعي لإظهار هذا التقدير المبالغ به لما قامت به «ركاء»، أما ما اعتقده انا بحكم انتمائي لهذا الدوري كون ان محطتي الاولى في العمل الرياضي كانت من خلال دوري الأولى ان إيمان مسؤولي الشركة بأندية هذه الدرجة وجماهيرها شيء يستحق اكثر من هذا التقدير، خصوصاً في مثل هذا التوقيت الذي تشهد فيه الرياضة السعودية عامة تجاهلاً كبيراً من القطاع الخاص، فما بالنا في دوري مثل الدرجة الاولى الذي اكتسب اسم دوري «المظاليم» نظير قلة الاهتمام به. واليوم حيث تغض البنوك والشركات الكبرى النظر عن قيمة الرياضة السعودية وأهمية دعمها، ويتعامل مسؤولو هذه الشركات مع هذا الامر بسلبية كبيرة، مدت «ركاء» يدها في محاوله لتقديم العون والمساعدة في تطور الرياضة السعودية من خلال دوري الاولى في حين ان هذه البنوك والشركات الكبرى اكتفت بمشاهدة الغريق وهو يغرق وهو ما عرف عنهم. أكتب ما أكتب لأني اعرف قيمة هذا الدعم المعنوي قبل المادي الذي قامت به «ركاء» بحكم أني عايشت ظروف اندية الدرجة الاولى، ولامست الفقر الذي تعيشه هذه الاندية ولاعبيها، واليوم أرى بأنه من الواجب علي كرد دين لدوري كان له علي من الفضل ما كان ان ابدي هذا التقدير لشركة «ركاء» نظير إيمانها بأندية وجماهير ولاعبين الدرجة الاولى. في النهاية اود ان اقول إن على ادارات الشركات الكبرى والبنوك السعودية ان تمد يد العون لذاتها بالتعلم من شركات مثل شركة ركاء ما هو معنى دعم المجتمع قبل أن يغرقوا في بحر الأنانية. [email protected]