دعا «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» إلى «اقتفاء اثر» الذين اقتحموا القنصلية الأميركية في بنغازي وقتل السفراء الأميركيين في الدول المغاربية، فيما أظهر شريط مصور أن ليبيين حاولوا إنقاذ السفير الأميركي الذي قُتل في بنغازي خلال احتجاجات ضد الفيلم المسيء للإسلام. واعتبر التنظيم في بيان بثته مواقع جهادية مقتل سفير الولاياتالمتحدة خلال هجوم بنغازي «أحسن هدية لحكومته المتغطرسة الظالمة... كما ندعو شباب الإسلام إلى اقتفاء اثر أسود بنغازي بإسقاط أعلام أميركا في سفاراتها... وقتل سفرائها وممثليها أو طردهم وتطهير ارضنا من رجسهم... ونخص بالذكر في هذا المقام إخواننا في الجزائروتونس والمغرب وموريتانيا». وخاطب المسلمين قائلاً: «هبوا لنصرة نبيكم لتعلم اميركا أن نبينا... أحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا، وأن المساس بعرضه فداه آباؤنا وأمهاتنا دونه قطع الرقاب والقصاص العادل من المتطاولين... ونقول لأميركا إن أفعالها الشنيعة هذه لا تزيد على أن تصب الحماسة في أعصاب شبابنا، فتزيدهم بطولة وجرأة عليها». وأظهر شريط صوره هواة مواطنين ليبيين وهم يحاولون إنقاذ السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز من غرفة مليئة بالدخان في السفارة الأميركية حيث عثر عليه فاقداً للوعي بعد هجوم الأسبوع الماضي الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي. ويؤكد الشريط الذي ظهر على الإنترنت أنباء عن أن السفير الأميركي لفظ أنفاسه اختناقاً حين ملأ الدخان القنصلية بعد أن شبت النيران في المبنى. كما تلقي لقطات الفيديو الضوء على ملابسات مقتل السفير ويظهر في ما يبدو للمرة الأولى أن بعض الناس الذين اقتحموا القنصلية الأميركية حاولوا في ما بعد إنقاذ ستيفنز بعد أن وجدوه راقداً وحده في إحدى غرف المبنى. ويظهر الفيديو مجموعة من الشبان كانوا اقتحموا القنصلية وهم يستخدمون الكشافات في إرسال إشارات ويقولون لآخرين بالهواتف المحمولة إنهم وجدوا شخصاً ما يبدو أنه أجنبي راقداً على الأرض. وقال أحد الشبان طالباً المساعدة إن هناك شخصاً ما في الداخل وإنه أجنبي وطلب من آخرين إخراجه. وقال آخر إنه على قيد الحياة وطلبوا إحضار سيارة. وسمع صوت شاب آخر يسأل ما إذا كان بين الحاضرين طبيب أو إذا كان بوسع أحد إحضار سيارة. وبعد ثوان من عثور المحتجين على ستيفنز حياً سمع شاب آخر في الخلفية وهو يطلب من الناس نقله إلى سيارته. ويقول طبيب في غرفة الطوارئ في مركز بنغازي الطبي تلك الليلة إن المدنيين نقلوا السفير الساعة الواحدة صباحاً تقريباً وأجرى له الطبيب تنفساً صناعياً لمدة 45 دقيقة. ولفظ ستيفنز أنفاسه مختنقاً بسبب استنشاق الدخان. وأعيد جثمانه لاحقاً إلى السلطات الأميركية. وقال فهد البكوش وهو ناشط شاب صور الفيديو إنه رأى السفير يحرك شفتيه وعينيه. وأضاف أن العنف بدأ بعد إطلاق النار من المبنى لإخافة المتظاهرين ما أشعل احتجاجات غاضبة في الخارج ودفع العناصر المتشددة بين المحتجين إلى إلقاء قنابل بدائية وإطلاق قذائف صاروخية. وبعد فترة قصيرة اقتحم نحو مئة فرد أغلبهم محتجون إسلاميون المجمع مع عدم وجود مقاومة تذكر من أمن السفارة. وبعد ذلك تمكن المقتحمون من التجول بحرية داخل المجمع الواقع في حي الهواري الراقي. وأشار البكوش إلى أنه لم يدرك أن الشخص الذي وجدوه هو السفير إلا في اليوم التالي وإنه فوجئ بأنه ترك وحده دون أي من مساعديه. وقال إنه لم يتوقع أن يكون السفير بمفرده وإنه كان يعتقد أن السفير سيكون أول من سيفر من المكان. وفي تونس، ندد الرئيس المنصف المرزوقي مجدداً في كلمة موجهة إلى «الأصدقاء الأميركيين» نشرت في تونس، بالهجوم على السفارة الأميركية في بلاده، مؤكداً أن عنف الإسلاميين المتطرفين «لا يمثل» تونس. وقال في هذه الكلمة التي تهدف إلى «تفادي مزيد من سوء الفهم» إن «ما حدث يوم الجمعة الماضي لا يمثل تونس». وكان يشير إلى مهاجمة متظاهرين معظمهم من السلفيين، الجمعة مقر السفارة الأميركية في تونس على خلفية الفيلم المسيء، ما خلف أربعة قتلى من المتظاهرين وعشرات الجرحى وأضراراً بالسفارة والمدرسة الأميركية المحاذية لها. وحرص المرزوقي على طمأنة الأميركيين المقيمين في تونس، مؤكداً أن عنف أقلية من المتطرفين الإسلاميين مرفوض من غالبية التونسيين. وقال إن «التونسيين جد مصدومين بالهجوم على السفارة ويرفضون هذه الفعلة التي قامت بها مجموعة من المتطرفين». وأضاف أن «هؤلاء المتطرفين لطخوا صورة شعب عرف تاريخياً بانحيازه إلى قيم الاعتدال والتسامح»، مؤكداً أن الجالية الأميركية «مرحب بها في تونس» التي «لن تدخر جهداً في حمايتها». وشدد على أنه «لا يمكن لأي فكر أو خطاب أو إبداع فني أو غيره، مهما كان سيئاً أو مسيئاً، أن يبرر هذا العنف غير المقبول»، معبراً عن سخطه لرؤية «متطرفين تونسيين وعرباً يهاجمون سفارات الولاياتالمتحدة». كما عبر عن أسفه «للخسارة المفجعة» للسفير الأميركي في ليبيا ووصف مقتله بأنه «تهديد للتطلع إلى الديموقراطية والسلام في العالم العربي». كما ندد في الآن نفسه ب «واقعة (تمكن) متطرف قادم من تيار يميني متطرف من ارتكاب مثل هذه الإساءة إلى قيمنا ورموزنا»، في إشارة إلى صاحب الفيلم المسيء. وأضاف: «تأكدوا أننا لا نخلط بين هؤلاء المتطرفين والشعب الأميركي مثل ما أننا نأمل بأن لا يختصر جميع التونسيين في صورة مجموعة متطرفة» صغيرة.