نفى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في لبنان، واصفاً الحديث عن وجودهم بأنه «خبرية يرمونها بين حين وآخر لإلهاء الرأي العام»، وقال: «ما قصة الحرس الثوري الإيراني، هل شاهدهم أحد؟ أنا أرى المسألة مثل قصة الدومري، هل رأى أحد دومرياً؟»، مؤكداً أن «هذا نوع من التضليل الإعلامي. يريدون أن يلهوا الناس بمواضيع وجعلهم يركزون على مواضيع معينة. فما نعرفه نحن أنه إذا كان رجل ما بالحرس الثوري فبالتأكيد له شكل واسم وجسم ويتواجد في مكان معين، فليعرضوا واحداً منهم على التلفزيون». وقال عون في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل أمس، أن التكتل «دان التعرض للأنبياء والرسل ولكل المعتقدات، وأثنى على موقف الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي قدّم اقتراحات إيجابية وقام بدور الإطفائي لتنوير الرأي العام حول نيات ناشري الفيلم»، كما دان «أعمال الخطف في لبنان التي تحدث من حين إلى آخر. والآن لدينا مخطوفان هما فؤاد داود ويوسف بشارة. والتقصير (الأمني) بات ظاهراً وفاضحاً، إذ لا يقوم بأعمال الخطف إلا من كان صادراً بحقه أكثر من عشر مذكرات توقيف، فماذا ينتظرون ليتحروا عنهم ويوقفوهم؟ وإذا كانوا لا يعرفون كيف يقومون بذلك فليقوموا بدورات تدريب في نيجيريا، بدل أن يلاحقوا مواضيع أخرى». وانتقد عون ما قال إنه «تعليقات سلبية على ما قاله نصرالله»، وقال: «نستنكر أي تعليق سلبي على هذا الموقف، لأنه لا يجوز عندما يدعو إنسان إلى التهدئة بهذه الحرارة والإيمان أن نقول إن هذا تحريض، لكل إنسان الحق في أن يستفز بمعتقده الديني»، سائلاً: «لماذا لا يطبق ما يحصل في أميركا تحت خانة حرية الرأي على الصهيونية؟». لكنه استنكر في الوقت نفسه اغتيال السفراء وغيرهم، وقال: «هم أبرياء وعليهم حصانة، وعند العرب من يكون في جيرتهم لا يتم التعرض له... وبغض النظر عن الحصانة، لا أحد يقتل ضيفه. ونحن نستنكر هذه الأعمال كما نستنكر السياسة الأميركية من ألفها إلى يائها». وتحدث عون عن قانون الانتخاب، مذكراً بأنه جرى الاتفاق خلال اجتماعات بكركي على اعتماد اقتراحين «الأول الذي استماتت القوات والكتائب بشخصي (رئيس القوات) سمير جعجع و(النائب) سامي الجميل فيه هو قانون اللقاء الأرثوذكسي، وكنا نحن نريد لبنان دائرة واحدة، أخيراً تقاربت وجهات النظر وقلنا لهم فلنعتبر الاقتراح الأرثوذكسي اقتراحاً لكم ونحن نضع اقتراحاً وتم التوافق على القانون الأرثوذكسي والدوائر المتوسطة. نجحنا بإيصال حلفائنا إلى الموافقة على الدوائر المتوسطة وقلنا لهم (للقوات والكتائب) نسير معكم بال15 دائرة لكن الآن يريدون الدوائر الصغرى»، سائلاً: «ما هي الدوائر الصغرى ومن يفهمها؟». وانتقد قول جعجع من دون أن يسميه «فليجلبوا حلفاءهم إلى القانون الأرثوذكسي»، وقال: «انتم اجلبوا حلفاءكم لأنكم انتم من اقترحتم القانون، ونحن قلنا لكم إنه حتى لو رفض حلفاؤنا ننسلخ عنهم ونصوت معكم. يريد هو اقتراح القانون وأن نؤمن له الأكثرية، أنا أمنت حلفائي للدوائر المتوسطة، فليؤمن هو الأكثرية التي معه لتأييد قانون اللقاء الأرثوذكسي، وأطالبه بما تعهد به. اللعب على الكلام في مواضيع كهذه لا يجوز. هناك قانونان اتفقنا عليهما إما هذا أو ذاك. قانون الدوائر الصغرى من أبوه وأمه؟ هل يقدمه ويقبل به حلفاؤه أم أنها مناورة. فليناقش المشروعان في اللجان المشتركة». وقال عون رداً على سؤال عن أن (قائد الحرس الثوري محمد علي) الجعفري هو الذي تحدث عن وجود للحرس الثوري وليس قوى 14 آذار سأل: «من هو الجعفري؟ أنا لا أعرفه، وليس على حد علمي أن لهم وجوداً هنا». وأضاف ممازحاً: «أنا أرسلت فريقاً للتجسس على القنبلة الذرية في إيران فليمسكوه. هناك تصاريح سياسية، وهناك واقع معين، الواقع علينا إثباته، والناس لها حق أن تصرح بما تريد». وعن دعوة النائب بطرس حرب «التيار الوطني الحر» للاختيار بين قانون الدوائر الصغرى الذي يؤمن 57 نائباً للمسيحيين وقانون النسبية الآخر الذي يؤمن نواباً أقل أجاب: «لماذا لم يتواجد في بكركي ويطرحه. أهلاً وسهلاً بهم في الدوائر الخمس عشرة. كله قابل للشرح والنقاش، ونقف إلى جانبه في هذا الطرح. المهم أن يأتوا بمشروع موقع من حلفائهم». وفي شأن ما نقله عنه النائب مروان فارس من أنه على تواصل دائم مع الرئيس السوري بشار الأسد. وما هي أهم المواضيع التي تم البحث فيها لبنانياً أم سورياً؟ أجاب ضاحكاً: «الخطط العسكرية، وكيف سنطوق حلب وحمص». على اتصال دائم بالأسد وكان عون التقى النائب مروان فارس مع وفد من الحزب «السوري القومي الاجتماعي». وأوضح فارس بعد اللقاء أنّ البحث تركز على «الوضع في سورية، والحزب وعون على اتصال دائم بالرئيس بشار الأسد»، متوّقعاً أن «تكون هناك تغييرات كبيرة، لا سيما أن الأوروبيين بدأوا تغيير وجهات نظرهم تجاه سورية».