علقت الشركات اليابانية الثلاث الكبرى لإنتاج السيارات «تويوتا» و»نيسان» و»هوندا» امس، إنتاجها في الصين، كلياً أو جزئياً، في ظل تجدد التظاهرات المعادية لليابان. وقال ناطق باسم «تويوتا» إن «امن الموظفين هو الأولوية»، مشيراً إلى أن بعض وكلاء المجموعة تكبد «أضراراً» خلال التظاهرات المعادية لليابان التي جرت في الأيام الأخيرة. وتملك تويوتا ثلاثة مصانع لتجميع السيارات في الصين توظف حوالى 26 ألف شخص وتنتج حوالى 800 ألف سيارة في السنة كما لدى الشركة شبكة تضم 860 وكيلاً عبر أنحاء الصين. وقال ناطق باسم «نيسان» إنها قررت وقف إنتاجها في ثلاثة مصانع تجميع في الصين على أن تتخذ قراراً لاحقاً في شأن مصنع رابع. أما «هوندا» فقررت اغلاق مصانعها الخمسة لتجميع السيارات، وقال ناطق باسمها: «يمكننا إنتاج هذه السيارات لكننا قلقون بشأن ظروف تسليمها إلى الوكلاء». كذلك منحت مئات الشركات اليابانية في أنحاء الصين بما فيها المطاعم، موظفيها إجازة من باب الاحتياط. يأتي ذلك على خلفية تظاهرات ضخمة تخللتها أحياناً أعمال عنف السبت والأحد في الصين على خلفية النزاع بين البلدين حول السيادة على أرخبيل في بحر الصين الشرقي يعرف بجزر «سينكاكو» في اليابان التي تسيطر عليها وبجزر «دياويو» في الصين التي تطالب بها. وأجج الخلاف قيام اليابان بشراء هذه الجزر غير المأهولة من عائلة يابانية تملكها. تحرك سفن صينية ونقلت هيئة الإذاعة اليابانية عن حرس السواحل الياباني قوله إن سفينتين على الأقل من بين 11 سفينة صينية لمراقبة المحيط وسفن دورية تبحر قرب الجزر المتنازع، دخلتا إلى المنطقة التي تعتبرها اليابان مياهاً إقليمية. وقال وزير الدفاع الصيني الجنرال ليانغ غوانغلي عقب لقاء مع نظيره الأميركي ليون بانيتا امس: «نحتفظ بحقنا في اتخاذ تدابير إضافية». لكنه رداً على سؤال عما إذا كانت بكين تنوي اللجوء إلى القوة، أجاب: «ما زلنا نأمل بحل سلمي تفاوضي». مسيرات في غضون ذلك، تجددت التظاهرات الغاضبة في أنحاء الصين لمناسبة الذكرى ال81 ل «حادثة موكدين» التي دبرتها اليابان في 18 أيلول (سبتمبر) 1931 وشكلت ذريعة لاجتياح منشوريا (شمال شرقي الصين). وخرج الصينيون مجدداً إلى الشوارع بعشرات الآلاف، في تظاهرات رحبت بها السلطات، مطالبين اليابان بإعادة الجزر في عملية شد حبال ذات طابع قومي. ودوت صفارات الإنذار في ولايات منطقة منشوريا سابقاً الثلاث: هيلونغجيانغ وجيليغ ولياونينغ، وأقيم احتفال تذكاري لأول مرة في شينيانغ (لياونينغ) التي كانت تدعى موكدن، على ما أفاد التلفزيون الصيني الرسمي. وفي بكين سار الآلاف من المتظاهرين ظهراً في دائرة حول سفارة اليابان التي تحميها ستة صفوف من شرطيي مكافحة الشغب والحواجز الحديد التي يبلغ ارتفاعها مترين. ورشق المتظاهرون البعثة الديبلوماسية اليابانية بزجاجات ماء بلاستيكية والبيض وحصلت مشادات قصيرة بين متظاهرين وقوات الأمن بينما حلقت مروحية فوق الموقع. وكتب على اللافتات: «اخرجوا أيها اليابانيون من دياويو» و»قاطعوا المنتجات اليابانية» بينما رفع العديد من المتظاهرين صور ماو تسي تونغ مؤسس جمهورية الصين الشعبية الذي توفي في 1976. وفي شنغهاي، توجه اكثر من ثلاثة آلاف شخص إلى قنصلية اليابان رغم محاولات الشرطة منعهم من ذلك. وقال بو لينغكوانغ (34 سنة) العامل في شنغهاي لفرانس برس وهو يرفع صورة «القائد العظيم» ماو تسي تونغ «اعشق ماو، ولو كان لا يزال حياً فإننا ببساطة سنقاتل اليابان». وحمل بعض المتظاهرين ملصقات صغيرة تشير إلى انتمائهم إلى منظمة تدعى «تحالف متطوعي الصين الوطنية». ونظمت السلطات نقل المتظاهرين بحافلات انطلقت من مقر البلدية ومواقع أخرى في العاصمة الاقتصادية، كما أفاد المشاركون في التظاهرة. وفي شنزن (جنوب) حيث اندلعت أعمال عنف خلال التظاهرات السابقة المناهضة لليابان الأسبوع الماضي، بدأ آلاف المحتجين معظمهم من الشبان، يتظاهرون في وسط المدينة رافعين أعلاماً صينية وصور ماو مرددين: «إلى الأمام الصين» و«الصين لن تهان أبداً»، و»تسقط الإمبريالية اليابانية» و»تحيا جمهورية الصين الشعبية».