على طريقتهم الخاصة يدعم أبناء منطقة وادي الدواسر السياحة الداخلية، فكون المحافظة ليست من مناطق الاصطياف الجاذبة، خصوصاً في فصل الصيف الذي تصل فيه الحرارة خلال شهر (آب) أغسطس إلى 50 درجة، إضافة إلى افتقارها للمهرجانات والفعاليات الصيفية لم يمنعهم من إبراز خصال الكرم لديهم، عبر الوقوف أمام الإشارات المرورية الضوئية تحت الشمس الحارقة، مرحبين بالمسافرين العابرين إلى مناطق الاصطياف في عسير، التي لا تبعد عن وادي الدواسر سوى 350 كيلومتراً، ومدهم بأجود أنواع التمور مجاناً. المسافر محمد مبارك القحطاني قادم من المنطقة الشرقية باتجاه أبها، قال: «شاهدنا احد باعة التمور على طريق الرياض - الجنوب، وطلبت أم العيال أن نشتري بعضها قبل أن نصل إلى أبها، فقلت لها وهل نسيت العام الماضي عندما مررنا بوادي الدواسر كيف حصلنا على التمر ومن أجود أنواعه بالمجان، فقالت اذكر ولكن قد لا يتواجدون هذا العام»، مشيراً إلى أنه دخل مع زوجته في رهان حول وجودهم «كسبت الرهان وكثر خير من جاء منه خير». وقالت مسافرة تصحب أبناءها: «تمور الوادي تغري على رغم أن السكر يمنعني من التمتع بالكثير منه، لكن ما باليد حيلة ليس كل يوم رطب من المزارع مباشرة بالمجان ومن أجود الأنواع»، وأضافت ضاحكة: «سنزيد جرعة العلاج ويستر الله». من جانبه، عد الدكتور صبحي الدمياطي من الجنسية المصرية هذا العمل من الأعمال التي تزرع في الأبناء قيم العمل التطوعي والكرم والإيثار، وتعزيز الصورة الحسنة عن الشباب السعودي، مشيراً إلى أنه لم يستغربه، فقد عرف عن أبناء المملكة إكرام الغريب والضيف.