قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني الاثنين إن متفجرات استخدمت في قطع خط الكهرباء المغذي لمحطة تخصيب اليورانيوم المقامة تحت الارض في فوردو الشهر الماضي في محاولة على ما يبدو لتعطيل التقدم الذي تحققه طهران على صعيد الانشطة الذرية. ويعتقد أن هذه أول مرة تتطرق فيها إيران إلى ذكر الحادث الذي قال عباسي دواني إنه وقع في 17 آب/أغسطس. وقال عباسي دواني أيضا في المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه جرى تنفيذ "العمل نفسه" لقطع خط الكهرباء المغذي لمحطة التخصيب الرئيسية قرب نطنز قي وسط البلاد دون أن يكشف عن موعد محدد. وأوضح عباسي دواني أن التخريب لن ينجح في رأيه في إبطاء البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لاكتساب القدرة على صنع قنبلة نووية لكن طهران تقول إنه يقتصر على الأغراض السلمية. وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني غداة تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إيران ستصبح على وشك امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية خلال ستة أو سبعة أشهر. وتعتبر إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط نشاط إيران النووي خطرا على وجودها وصعدت تهديداتها بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية. وكثيرا ما تتهم إيران إسرائيل وأعداء طهران في الغرب بالمسؤولية عن اغتيال بعض علمائها النوويين ومحاولة إفساد برنامجها النووي بطرق أخرى مثل الهجمات الإلكترونية. وقال عباسي دواني إن متفجرات استخدمت في قطع خط الكهرباء من مدينة قم إلى منشأة فوردو في 17 آب/أغسطس وفي الصباح التالي طلب مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بزيارة مفاجئة لمحطة فوردو. وتساءل "هل لهذه الزيارة أي صلة بذلك التفجير؟ من غير مفتش الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنه الوصول الى المجمع في مثل هذه الفترة القصيرة لتسجيل الأعطال والإبلاغ عنها؟" وتابع "ينبغي ملاحظة أن قطع الكهرباء هو أحد سبل تعطيل أجهزة الطرد المركزي" المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. ولم يكشف عما إذا كانت الكهرباء اعيدت الى الموقع. وتستخدم إيران منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الى مستوى تركيز 20 في المئة للمادة الانشطارية وهو أكبر بواعث قلق الغرب في برنامج إيران نظرا لأنه يقربها كثيرا من المستوى اللازم لصنع القنابل النووية وهو 90 بالمئة. وفي تصريحات حادة على نحو غير معتاد في محفل دولي اتهم عباسي دواني الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بخبث النية وسوء الإدارة ملمحا إلى احتمال أن تكون قد تعرضت للاختراق على أيدي "إرهابيين ومخربين". وعبرت الوكالة الدولية عن قلق متزايد بخصوص احتمال وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني وتسعى لاستئناف تحقيقها المتوقف منذ فترة طويلة في أبحاث يشتبه في أنها تخص صنع القنابل النووية في إيران. وكانت الوكالة قالت في تقرير الشهر الماضي إن إيران ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي في فوردو لتزيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم رغم العقوبات الغربية الصارمة واحتمال وقوع هجوم إسرائيلي. وقال عباسي دواني أمام اجتماع الوكالة الدولية الذي شارك فيه مسؤولون كبار من الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى "لقد أدرك من يخططون لمهاجمة منشآت إيران النووية من خلال تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنشورة أنهم لم يحققوا أي نجاح في هذا الصدد." وأضاف أن الخبراء الإيرانيين ابتكروا "بعض الوسائل التي تحفظ سلامة المنشآت النووية اذا تعرضت لهجمات صاروخية أو غارات جوية."