اجتمع وزراء خارجية مصر محمد كامل عمرو وتركيا أحمد داود أوغلو وإيران علي أكبر صالحي في مقر وزارة الخارجية المصرية أمس، في أول اجتماع وزاري لمجموعة الاتصال الرباعية المعنية بالأزمة السورية التي تضم أيضاً إلى جانب الدول الثلاث، السعودية التي غابت عن الاجتماع بسبب «ارتباطات طارئة»، وفق ما أعلن نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار نزيه النجاري الذي قال إن الوزراء الثلاثة بحثوا في سبل عدم امتداد الصراع السوري إلى دول الجوار. وأوضح النجاري أن مصر ستحيط السعودية بما جرى في الاجتماع من مناقشات، مشدداً على أن «لا أسباب سياسية وراء عدم حضورها الاجتماع»، مشيراً إلى مشاركة السعودية في اجتماع كبار المسؤولين للدول الأربع الذي عقد في وقت سابق في القاهرة للتمهيد لاجتماع الوزراء. وشارك مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في جانب من اجتماع الوزراء لإطلاعهم على نتائج مهمته الأخيرة في سورية ولقاءاته هناك. وأطلع الإبراهيمي الرئيس المصري محمد مرسي على نتائج هذه الاتصالات هاتفياً، فيما يلتقي اليوم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لمناقشة نتائج اتصالاته في سورية. واجتمع مرسي مع أوغلو لمناقشة تطورات الأزمة السورية. والتقى العربي الإبراهيمي قبل اجتماعه مع مجموعة الاتصال، وتشاورا في نتائج زيارة الإبراهيمي لدمشق والاتصالات والاجتماعات التي عقدها هناك، فيما يغادر الإبراهيمي القاهرة اليوم متوجهاً إلى نيويورك لاستكمال المشاورات حول مهمته في سورية. وأرجأ الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مؤتمراً صحافياً كان مقرراً عقده اليوم إلى غد لشرح ما آلت إليه آخر الاتصالات بخصوص الأزمة السورية. وعلى صعيد لقاء وزراء خارجية مجموعة الاتصال، قال نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار نزيه النجاري إن اللقاء هدفه «مواجهة تدهور الأوضاع في سورية ووضع حدٍّ لمعاناة الشعب السوري». وأوضح أن الوزراء ركزوا على «عدم امتداد الصراع في هذه الأزمة إلى دول الجوار، والخروج بتوافق بين مواقف هذه الدول حول عدد من العناصر أهمها: الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي في سورية». وأكد أن الوزراء تشاوروا أيضاً حول ضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولاً إلى تحقيق آمال الشعب وتطلعاته في الديموقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديموقراطي وتعددي، وبحثوا مساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة المبعوث العربي - الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي. وقال النجاري: «إن المجموعة منفتحة على أية مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلاً، وإنها تسعى للتنسيق ودعم الجهود كافة الرامية لإيجاد حلٍّ سياسي للأزمة». وأعربوا عن دعمهم وتأكيدهم أهمية العمل على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع بعد الترتيب الجيد له. وقالت مصادر عربية في القاهرة ل «الحياة» إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة خاصة يوم 26 أيلول (سبتمبر) الجاري لمناقشة الوضع السوري والتطورات الجارية في شأنه، يشارك فيها الإبراهيمي والعربي والعضو العربي في مجلس الأمن (المغرب) وعدد من وزراء الخارجية العرب المعنيين بالأزمة السورية. وأضافت المصادر أن الإبراهيمي «سيطرح على الجلسة تصوراته عن الأزمة السورية وتصوره عن نتائج مشاوراته في دمشق ورؤيته للحل».