تتراكم الغيوم في سماء مجموعة الغاز الروسية «غازبروم» التي تحتل موقعاً أساسياً في الاقتصاد الروسي، ما بين تراجع أرباحها وتحقيق فتحته اللجنة الأوروبية بشأنها وازدهار الشركات المنافسة لها، فباتت تواجه مشاكل مالية بالغة تهدد هيمنتها. وتراكمت الأنباء السيئة منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الجاري لمجموعة الغاز العملاقة التي كانت لا تزال قبل أشهر قليلة تؤكد موقعها المسيطر في هذا القطاع. واضطرت المجموعة الى الإعلان عن تراجع حادّ في أرباحها الصافية في الفصل الأول من العام الجاري، قاربت نسبته الربع، بالمقارنة مع الفصل الأول من العام الماضي. ووجدت ذاتها في صلب حرب ديبلوماسية مع دول الاتحاد الأوروبي، بعدما أعلنت بروكسيل فتح تحقيق بتهمة ممارسات تتعارض مع شروط المنافسة. وأعلنت «غازبروم» وقف شراء الغاز من منتجي القطاع الخاص في روسيا، بسبب عدم استقرار الطلب في السوق الداخلية، وتخلت عملياً عن أحد أكبر مشاريعها في عرض البحر في حقل «شتوكمان». مشكلات مالية وكتب مصرف «في تي بي كابيتال» في مذكرة «لأول مرة منذ العام 1998 تواجه «غازبروم» مشاكل مالية بالغة السنة الجارية»، في إشارة الى السنة التي شهدت أسوأ أزمة اقتصادية عرفتها روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. وأوضحت المذكرة ان «روسيا أسرفت في استغلال «غازبروم» لفترة طويلة من الوقت، وبطرق شتى، بما في ذلك لخدمة السياسة الخارجية» أو «لتوطيد الموازنة العامة للبلاد». وأنشئت مجموعة «غازبروم» في نهاية الحقبة السوفياتية فانبثقت عن وزارة صناعة الغاز السوفياتية، قبل ان تتحول الى شركة عام 1993 تحت إشراف رئيس الوزراء آنذاك فيكتور تشيرنوميردين. وسرعان ما أصبحت الشركة «دولة ضمن الدولة» وأداة للسياسة الخارجية. وهي تؤمن اليوم رُبع استهلاك الغاز في أوروبا، وتشغّل 400 ألف شخص في جميع أنحاء روسيا، حيث تعتبر رب العمل الوحيد في بعض المناطق، ويتوجب عليها فيها الحلول محل الدولة في تمويل قطاعي الصحّة والتعليم. ترتيب الأمور غير ان هذا الدور له كلفته، إذ وصف رئيس «الجهاز الروسي لمكافحة الاحتكار» أيغور ارتيمييف هذا الأسبوع «غازبروم» بأنها «شركة غير فاعلة» ودعاها الى «ترتيب أمورها». ومما يزيد من صعوبة الوضع ان «غازبروم» تواجه تحديات جديدة، مثل تزايد أهمية غاز الصخري والغاز الطبيعي، اللذين اتاحا للولايات المتحدة زيادة إنتاجها وبيع قسم منه للخارج. غير ان هذه الظروف المستجدّة لم تردع «غازبروم» عن بناء خطي أنابيب أساسيين لنقل الغاز الى أوروبا، في مشروعين تقارب كلفتهما 30 بليون دولار. وكتبت مجلة «فلاست» هذا الأسبوع ساخرة انه في وقت ينصرف المنتجون الآخرون لبناء مصانع للغاز المسال ويقضمون من حصة «غازبروم» في السوق، على خلفية تراجع الاستهلاك في أوروبا، فإن «غازبروم» مصرة على مد خطوط أنابيب جديدة. وخسرت «غازبروم» حوالى 10 في المئة من السوق الداخلية خلال السنوات الخمس الأخيرة لمصلحة شركات منافسة مثل «نوفاتيك» التي تسجل ازدهاراً كبيراً. بيع حصة في «سبربنك» ب 5 بلايين دولار أطلقت روسيا عملية بيع طال انتظارها لحصة في «سبربنك» بقيمة خمسة بلايين دولار لتخفض حصتها المسيطرة في ثالث أكبر بنك أوروبي من حيث القيمة السوقية ولتعيد الحياة لبرنامج التخصيص المتعثر. وتعطل بيع حصة 7.6 في المئة في «سبربنك» لأكثر من عام بسبب ضعف الأسواق لكن الاعلان في الاسبوع الماضي عن جولة جديدة من الإنعاش النقدي من جانب مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي رفع المعنويات ومهد السبيل للطرح. وارتفعت الأسهم الروسية ثمانية في المئة الجمعة ليصعد سهم «سبربنك» إلى أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) ما يتيح للدولة البيع من مركز قوي.