مع انتشار استخدام الشبكات الاجتماعية على الهواتف الجوالة، بدأت الإعلانات المخصصة لهذه الهواتف تشعل المنافسة بين شبكات التواصل الاجتماعي، لغزو هذا النمط الجديد في سوق الإعلان، وتكمن أهميته أن الإعلان على الهواتف الجوالة هو أكثر عرضة للنقر أو التفاعل معه بشكل أو بآخر، وفي أيار (مايو) 2011 أعلنت «فيسبوك» أن إعلانات الجوال تشكل تحدياً بالنسبة إليها، إذ أوضح تقرير صدر أخيراً عن خدمة إعلان «فيسبوك» AdParlor أن نسب النقر على إعلانات الجوال هي أفضل ب25 مرة من الإعلانات العادية، وأن الإعلان على الجوال في الولاياتالمتحدة سيتضاعف خمس مرات في العام المقبل. لذلك تسعى «فيسبوك» للحاق بالركب في سوق الإعلانات الجوالة، وتشعر بالقلق إذا علمنا أن أكثر من نصف المستخدمين لها يصلون عبر الأجهزة المتنقلة، وأن الجزء الأكبر من عائدات الإعلانات لا يزال يأتي من على الجانب الأيمن من الصفحة على الكومبيوتر الشخصي. أما الشبكة الاجتماعية الأسرع نمواً في عدد المشتركين «تويتر»، بدأت سعيها الحثيث إلى كسب المزيد من المستخدمين، لتزيد حضورها في سوق الإعلانات على الهواتف الجوالة، لا سيما أن الإعلان عن أجهزة الجوال لا يزال في الأيام الأولى في سوق الإعلانات، إذ يشكل حوالى 5 في المئة فقط من جميع أنواع الإنفاق الإعلاني. والحقيقة أن «تويتر» خطى خطوات متقدمة في الإعلان عبر الجوال، لكون الغالبية من مستخدميه يستخدمون الهواتف الجوالة، لذلك فمن المنطقي أن يشغل ذلك جزءً كبيراً من اهتمامه. ويتوقع أن «تويتر» سيتقدم في هذا المجال كوسيلة للإعلان النقال، وتتفوق بشكل أساسي على «عمالقة الويب» غوغل و»فيسبوك»، لأنها الشبكة الأكثر كفاءة كمنصة استهلاك للمحتوى النقال من أية شبكة أخرى، والعلامات الباكرة توضح أن «تويتر» يمكن أن تكون منافساً قوياً. إذ أعلن آدم باين المسؤول عن الإيرادات في «تويتر» بأنهم قرروا توسيع الإعلان، بحيث تتوافر في 50 دولة إضافية مع نهاية سنة 2012 الحالية، بما في ذلك دول أوروبا الغربية وألمانيا وإسبانيا وأميركا اللاتينية والبرازيل، وأن مبيعات الإعلان سترتفع في «تويتر» إلى 540 مليون دولار مقارنة مع 139.5 مليون دولار في العام الماضي. ويتوقع وصول عائداتها إلى ما يقارب بليون دولار مع قدوم سنة 2014. ويعول «تويتر» الذي غالبية مستخدميه يستخدمون الأجهزة النقالة للولوج إليه، على تعزيز هذا النوع من الإعلانات، وجذب المزيد من الشركات للإعلان عبره. وإبراز مزايا إعلانات الجوال، لكونها أقل تشتيتاً للمستخدم وأسهل لتناسب الأجهزة المحمولة على الشاشات الصغيرة، وتحاول أيضاً تحسينه لجعله أكثر فعالية، وتشمل هذه الجهود ترك الخيار للشركات لتحديد أي نوع من الأجهزة المحمولة التي يريدون النشر عليها مثل الهواتف، باستخدام نظام التشغيل أندرويد أو آبل. ويسعى أيضاً إلى تصميم برنامجه الإعلاني حتى يناسب جميع الإعلانات، وفي الوقت نفسه يتجنب التكرار المزعج، لكي لا يتسبب إلى فقدان المتابعين، ويقلل بالتالي الحافز لدى المعلنين.