بدأت الممثلة الاميركية وموفدة الاممالمتحدة الخاصة لشؤون اللاجئين انجلينا جولي زيارة الى العراق للتعرف على اوضاع اللاجئين السوريين الفارين من اعمال العنف الدامية في بلدهم المجاور، والتقت في بغداد أمس وزير الخارجية هوشيار زيباري، فيما اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية امس نقل آخر مجموعة من اللاجئين من المدارس إلى المخيمات. واوضح بيان صدر عن الخارجية العراقية امس إن «زيباري بحث مع جولي اوضاع اللاجئين السوريين في العراق وما قدمته الحكومة في سبيل توفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم». واضاف البيان ان زيباري اوضح لجولي «خطط وبرامج الحكومة القادمة والاهتمام بالحالات الانسانية الضاغطة»، مشيراً الى ان اعداد اللاجئين السوريين في العراق يبلغ نحو 21 الفا يقيمون في محافظتي دهوك (شمال) والانبار (غرب). وأضاف أنه «عاد من سورية نحو 31 الف عراقي الى وطنهم بسب تفاقم الازمة السورية». ومن المتوقع ان تقوم جولي بزيارة الى اربيل عاصمة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي اليوم، على ان تتوجه اليوم الاحد الى دهوك لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين هناك. وقبل العراق، زارت جولي اماكن اقامة لاجئين سوريين في لبنان والاردن. من جهته قال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين سلام الخفاجي ل «الحياة» امس انه تم نقل آخر مجموعة من اللاجئين السوريين في محافظة الانبار من المدارس الى مخيمات خاصة انشئت لأيوائهم، ولفت الى ان «لجنة الطوارئ العليا تواصل جهودها لتأمين مستلزمات اللاجئين الحياتية». واشار الى ان «منفذ القائم المحاذي للحدود السورية ما زال مغلقا حتى توفير اللجنة العليا المستلزمات الضرورية لاستقبال لاجئين جدداً»، ولفت الى ان «اللجنة تقوم حالياً بنصب 500 خيمة جديدة». الى ذلك استكمل وفد من المعارضة السورية في العراق محادثاته مساء اول من امس بلقاء وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بعد ان اجرى الوفد محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي في اليوم نفسه. وذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية امس ان «الوزير زيباري استقبل وفد المعارضة السورية برئاسة محمود دحام المسلط رئيس مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني السوري في أميركا وكندا ويضم عددا من اطياف الشعب السوري». واضاف ان «زيباري اكد للوفد أهمية تواصله مع العراق ومواقفه الثابتة بدعم الشعب السوري وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية والحفاظ على وحدة سورية واستقلالها بعيداً من التدخل الخارجي والمساعي الواهية لغرض الوصاية عليهِ وعلى خيارته المستقبلية». واشار البيان الى ان «الوفد قدم عرضا مسهباً عن الاوضاع الداخلية والصعوبات الكبيرة التي يعانيها الشعب السوري بسبب استمرار العنف والقتل اليومي والدمار الذي لحق بالبنى التحتية وتخريب الابنية والمؤسسات، فضلا عن تزايد اعداد القتلى والجرحى والمشردين والمهاجرين الى دول الجوار والمأساة الانسانية التي يعاني منها ابناء الشعب». وطالب وفد المعارضة بحسب البيان من جميع الدول الصديقة للشعب السوري «تقديم المساعدات الضرورية الانسانية والاغاثة العاجلة له»، وأكد «اهمية الحل السياسي للأزمة السورية ورفض التصعيد العسكري»، وحذر «من مخاوف الانجرار الى آتون الحرب الداخلية وتجلياتها المدمرة على سورية وجميع دول المنطقة وبخاصة دول الجوار السوري». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال للوفد السوري اول من امس ان «العراق لن يدخر جهداً في دعم أي حل سياسي يتفق عليه السوريون والتوصل الى حلول تحفظ لسورية وحدتها ويجنبها الانزلاق في حروب وصراعات داخلية». من جهته اكد الوفد برئاسة المسلط للصحافيين بعد لقائه المالكي ان «المعارضة السورية لا تستطيع تجاوز العراق قيادة وشعباً، لأنه الامتداد الحقيقي العربي والقومي والعشائري».