شهد العراق خلال اليومين الماضيين، مقتل ثلاثة سعوديين ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)، اثنان منهم في عمليتين انتحاريتين نُفّذتا في مدينتي كبيسة وبيجي (غرب وشمال). فيما نفذ الثالث اقتحاماً خلال مهاجمة الجيش العراقي. ومن بين القتلى السعوديين «طبيب» نفذ عملية انتحارية بعد أن كان يلعب دوراً بارزاً في معالجة رفاقه المصابين خلال المعارك. إذ فجر فواز الجهني، المكنى «أبو غريب المدني» نفسه بسيارة مفخخة، استهدفت مدينة كبيسة العراقية قبل أيام. وتقع كبيسة غرب العراق قرب مدينة هيت. ويعدّ الجهني أحد أطباء تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ولُقب ب «طبيب المجاهدين». كما كان يعدّ المسؤول الطبي في المراكز الطبيبة التي تسمى ب «بيت المصابين»، وعمل فواز بمناطق عدة في العراق، إذ لازم هذه المراكز لأكثر من ستة أشهر. كما انضم الشاب السعودي عبدالعزيز الضويان (أبو عادل الجزراوي) مطلع الأسبوع الجاري، إلى «ركب الانتحاريين»، بعد إقدامه على تنفيذ عملية انتحارية استهدفت القوات الأمنية العراقية في مصفاة بيجي. والتي تقع بالقرب من مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، وهي مركز محافظة صلاح الدين، التي يسيطر عليها المسلحون المتطرفون منذ نحو شهرين، إذ شنوا هجوماً كبيراً في شمال البلاد تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة. وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظاتالعراقية بالمنتجات النفطية، وتُقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 600 ألف برميل يومياً. كما قضى في العراق أيضاً السعودي ورهان فرحان الرويلي (أبو عبدالله الشمالي)، خلال هجوم ضد الجيش العراقي. و قاتل الرويلي في سورية قبل انتقاله أخيراً إلى العراق، إذ كان في كتيبة «صقور العز»، التي تضم جهاديين متشددين. ثم بايع «الدولة الإسلامية» بعد خلافها مع ما يسمى «الصحوات». وشارك الرويلي في مواجهة «البوكمال الأولى»، ثم ذهب لمدينة حمص وقاتل ضد الجيش السوري، قبل أن ينتقل إلى مدينة الفلوجة في العراق، وتنقل مقاتلاً بين مناطق عراقية عدة. وكان مهتماً بالحديث والتحريض على تنفيذ العمليات الانتحارية. والرويلي والد لطفل اسمه «عبدالله»، إلا أنه لا يحب التحدث معه وعنه كثيراً «حتى لا أفتتن به»، بحسب قوله.