قتل 314 شخصاً على الأقل في حريقين نشبا داخل مصنعين في كراتشي ولاهور، اكبر مدينتين في باكستان، ما دفع السلطات إلى إعادة النظر في قواعد السلامة في أماكن العمل. وقضى حوالى 249 شخصاً في مصنع لإنتاج الملابس الداخلية والأدوات البلاستيكية في كراتشي (جنوب)، في أسوأ حريق تشهده المدينة الواقعة على بحر العرب منذ عقود. وأفاد شهود بأن عشرات من العمال اضطروا إلى القفز من النوافذ في المصنع المؤلف من أربعة طوابق هرباً من النيران التي اندلعت ليل الثلثاء - الأربعاء. واشتبك أقارب للضحايا مع الشرطة لدى محاولتهم الدخول إلى المصنع، وهم ينتحبون ملقين اللوم على الحكومة التي لا تتمتع بشعبية كبيرة. وقال محمد برويز، الموظف في المصنع والذي رفع صورة قريب له مفقود يعمل في المصنع: «أصحاب المصنع مهتمون بسلامة الملابس أكثر من العمال. لولا شبكات الحديد على النوافذ لأمكن إنقاذ كثيرين. المصنع كان مليئاً بالملابس والأقمشة، وكل من كان يشتكي كان يطرد من العمل». وأوضح رئيس دائرة الإطفاء في كراتشي، احتشام سليم، أن عشرات الجثث عثر عليها داخل غرفة كبيرة في الطابق السفلي للمصنع الذي احترق بالكامل، مشيراً إلى أن إخماد النيران استغرق 17 ساعة، قبل نقل الجثث إلى المستشفيات. وأقرّ سليم بأن المصنع شكل مصدر خطر «لأن بناءه كان هشاً وجدرانه متصدعة وافتقر إلى مخارج للطوارئ، في وقت كان مكتظاً كعلبة صغيرة، ولم تكن التهوئة فيه كافية». أما عبد السلام، الطبيب في مستشفى كراتشي، فأوضح أن القتلى قضوا حرقاً، أو اختناقاً بسبب الدخان السام جداً قبل أن تحترق جثثهم بسبب النيران. وصرح مسؤولون بأن «سبب الحريق غير معروف». لكن رؤوف صديقي وزير الصناعة لولاية السند الجنوبية وعاصمتها كراتشي، قال انه يجري التحقيق مع مالك المصنع بتهمة الإهمال. وأضاف: «أمرنا بفتح تحقيق حول كيفية اندلاع النار، ولماذا لم تتوافر في المصنع مخارج طوارئ مناسبة تسمح بفرار العمال». وكان 40 شخصاً، اكثر من نصفهم من الأطفال، قتلوا لدى اندلاع النيران في عدد من المنازل الخشبية بحي بالديا الفقير في كراتشي في كانون الثاني (يناير) 2009. وسبق ذلك بساعات مقتل 21 شخصاً وجرح 14 آخرين في حريق اندلع بمصنع أحذية في لاهور (شرق) القريبة من الحدود مع أفغانستان. وأعلن المسؤول الحكومي طارق زمان أن سبب الحادث هو عطل في المولد الكهربائي. وكشفت مصادر حكومية أن تحقيقاً أولياً خلص إلى أن إغلاق مخارج الطوارئ وعدم الالتزام بقواعد السلامة في المبنى القديم تسببا في وقوع خسائر بالأرواح في مصنع لاهور، علماً أن السيطرة على الحريق احتاج إلى ساعة كاملة.