عقدت المعارضة الكويتية تجمعاً حضره آلاف من مؤيديها ليل الاثنين، هو الثاني في اطار سلسلة تجمعات اعلنت عنها احتجاجاً على «تعطيل» مجلس الأمة و «عبث السلطة بالدوائر الانتخابية»، وأعلنت عبر كلمات لخطبائها عزمها على التوصل الى «حكومة منتخبة» تدير البلاد، بينما قال النائب وليد الطبطبائي ان رئيس الوزراء الحالي الشيخ جابر مبارك الصباح سيكون «الأخير من أسرة الصباح (الحاكمة) الذي يتولى منصب رئيس الحكومة». وعقد التجمع تحت شعار «لن نتركها تضيع» في «ساحة الارادة» المواجهة لمبنى مجلس الأمة (البرلمان) في ظل انتشار كثيف لقوى الأمن التي كان حذرت في بيان ناشطي المعارضة من المبيت في الساحة، قائلة ان ذلك مخالف للقانون. غير ان مئات من الناشطين باتوا بالفعل في الساحة حتى الفجر من دون ان يقع احتكاك بينهم وبين الشرطة. وأعلنت المعارضة انها ستعقد تجمعاً أكبر لناشطيها في 24 الشهر الجاري أي عشية القرار الذي ستتخذه المحكمة الدستورية في شأن الطعن الذي تقدمت به الحكومة ضد قانون الدوائر الانتخابية الحالي الذي اصدره البرلمان العام 2006 بدعوى انه «لا يحقق العدالة بين الناخبين». وتقول المعارضة ان غرض الحكومة من الطعن «وضع نظام انتخابي يحقق لمؤيديها الاغلبية من المقاعد». ومعلوم ان المحكمة الدستورية كانت ابطلت في حزيران (يونيو) الماضي البرلمان المنتخب في شباط (فبراير) 2012 بسبب خلل شكلي في مرسوم حل البرلمان السابق له (مجلس 2009)، ولم يتمكن مجلس 2009 من العودة للانعقاد بسبب مقاطعة معظم نوابه له، ما جعل الكويت تعيش من دون برلمان على مدى الشهور الثلاث الماضية. وخلال تجمع ليل الاثنين كرر نواب وناشطون المطالبة بحكومة «منتخبة بالكامل»، بل اعلن النائب الطبطبائي ان رئيس الوزراء الحالي الشيخ جابر المبارك سيكون الاخير من آل الصباح حسبما ترغب وتعمل المعارضة. وقال النائب علي الدقباسي «سنذهب لأبعد مدى في اطار دستور 62» الذي ترى المعارضة انه يسمح بتشكيل حكومة على اساس الانتخاب. وقال الناشط أحمد الديين ان في الكويت «نهجاً مشيخياً يرفض الدولة المدنية، والشعب لا يعيش في ديموقراطية كما يدّعي البعض، بل في الحد الأدنى منها». وأضاف: «عقلية المشيخة لا تريد الديموقراطية وتحارب الحقوق الشعبية ونحن لدينا نظام ديموقراطي ناقص ويجب ان يصبح كاملاً بإردة الأمة». وخاطب النائب أسامة الشاهين الاسرة الحاكمة بالقول: «خدعوكم فقالوا عنا انقلابيين رغم اننا نؤكد في كل تجمع إيماننا بالمادة الرابعة من الدستور التي تنص على ان الكويت امارة دستورية والحكم لذرية المبارك (الصباح) كما نؤمن بالمادة السادسة التي تنص على ان السيادة للشعب». وكان للحدث السوري حضور في «ساحة الارادة» الكويتية، حين تم تكريم النائبين الطبطبائي ووليد الحربش بعد عودتهما من داخل الاراضي السورية التي دخلاها يومي الاربعاء والخميس الماضيين لتقديم المساندة المادية والمعنوية للثوار، وتحدث كلاهما أمام الحشد عن جانب من تجربتهما في سورية.