رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تسليم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المحكوم بالإعدام، فيما أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من ان يؤدي الحكم عليه إلى استفحال الأزمة السياسية. وقال أردوغان قبيل مغادرته أنقرة الى اذربيجان والبوسنة: «سنبقي الهاشمي في تركيا طالما يريد البقاء في بلدنا ولن نسلمه أبداً». وأكد أنه يعرف الهاشمي منذ نحو عشر سنوات. وانه مقتنع بأنه لم يرتكب أي جريمة «إنه فقد عدداً من افراد عائلته (في النزاع في العراق)، لم يدبر مثل هذه الجرائم». وفي أول تعليق لواشنطن على الحكم بإعدام الهاشمي، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «نحن قلقون من احتمال تصعيد لهجة الخطاب ومفاقمة التوتر من كل الجهات، وندعو قادة العراق إلى الاستمرار في محاولة حل خلافاتهم في إطار حكم القانون». وأوضحت ان «الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق من هذه القضية مع أن الهاشمي يملك حق الطعن في الحكم. إن الخلافات السياسية يجب أن تحل بطريقة تعزز أمن العراق ووحدته والتزامه الديموقراطية، ونحن ندعم عملية قضائية عادلة وشفافة طبقاً لدستور وقوانين العراق والتزاماته الدولية». إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية العراق إلى إجراء تحقيق في موجة الهجمات التي استهدفت البلاد الاحد، ودانت الحكم بإعدام الهاشمي. ونقل بيان المنظمة عن حسيبة حاج صحراوي، نائب مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قولها ان «الهجمات المروعة تنم عن استخفاف تام بالحياة البشرية». واضافت: «على السلطات العراقية ضمان إجراء تحقيق فوري وشامل ونزيه وشفاف من اجل تقديم المسؤولين عن هذه الاعتداءات الى العدالة في اجراءات تتوافق مع المعايير الاكثر صرامة والمعترف بها دولياً للمحاكمة العادلة». وزادت ان «عقوبة الاعدام في منتهى القسوة واللانسانية وانتهاك للحق في الحياة، والحكم الاخير يعبّر عن الاستخدام الشائع لعقوبة الاعدام في العراق. نحن ندعو السلطات الى تخفيف الحكم على الهاشمي فوراً». في العراق، جاء في بيان صدر عن حكومة اقليم كردستان امس من ان «استقلال القضاء واحترام قراراته واجب على الجميع، على ان يكون القضاء مستقلاً وغير منحاز»، واضاف ان «اصدار حكم الاعدام غيابياً بحق نائب رئيس الجمهورية في هذه الظروف المتوترة والحساسة التي يمر بها العراق أمر مؤسف». وأشار الى ان «القرار سيفاقم الأزمة التي يعاني منها العراق منذ مدة وربما يهيئ لصراع طائفي مرير. إننا ندعو كل الأطراف الى حل هذه المشكلة بحكمة وبعيداً من الانفعالات وتصفية الحسابات».