فُسّر وجود الصلصال على أرض المريخ على أنه دليل على أن هذا الكوكب شهد في بداية تاريخه مناخاً حاراً ورطباً مواتياً لقيام حياة، إلا أن دراسة أظهرت أن آلية أخرى يمكنها أن تفسر تشكل الصلصال. وأفاد فريق باحثين بقيادة آلان مونيه من جامعة بواتييه الفرنسية، بأن الصلصال المنتشر في النصف الجنوبي من المريخ، قد يكون من الصهارة وليس من الرواسب، مثل الصلصال الموجود في جزيرة موروروا المرجانية في بولينيزيا الفرنسية. وقال أستاذ علوم الأرض مونيه: «يعتبر الصلصال عادة دليلاً لا يدحض على وجود المياه السائلة التي تلحق تغييرات بالصخر. الصهارة تحوي كثيراً منه، فالغاز الذي تنفثه فوهة بركان يتألف بجزء كبير منه من الماء وثاني أوكسيد الكربون». والصلصال في المريخ قد يكون نتيجة خروج الغاز من الصهارة، «بعدها يقوم ضغط الحمم بتركيب المعادن»، كما يوضح مونيه. واعتمد الباحثون التي نشرت نتائج دراستهم في مجلة «نيتشر جيوساينس»، وسائل التحليل نفسها التي سمحت بتحديد الصلصال على المريخ، بفضل القمرين الاصطناعيين «مارس إكسبرس» و»أم آر أو» المجهزين بمطيافين واللذين يدوران حول الكوكب الأحمر. ويقوم المطياف بالتقاط نور الشمس الذي يعكسه سطح المريخ. وينقطع النور عندما تمتص المعادن الموجات، ما يوفر «توقيعها». وطبقت الطريقة نفسها على الصلصال في موروروا الذي تشكل من تساقط الحمم. وهو مشابه تماماً للصلصال في المريخ، كما أكد مونيه. وهذه الآلية الخاصة بتشكل الصلصال موجودة في مناطق أخرى من العالم ولا سيما حوض بارانا في البرازيل. وإذا تبين أن النظرية التي تقدم بها فريق مونيه صحيحة «فهذا يعني أن المريخ في بداياته لم يكن ربما قابلاً لاستضافة الحياة كما يُعتقد»، وفق بريان هينيك من جامعة كولورادو في الولاياتالمتحدة. وفي المستقبل القريب يمكن للمسبارين الموجودين على المريخ وهما «اوبورتونتيني» الذي وصل العام 2004 إلى فوهة «انديفور»، و«كوريوزيتي» الذي حط الشهر الماضي في فوهة غايل، توفير أدلة مباشرة، والسباق إلى الصلصال مفتوح بين الروبوت القديم وشقيقه الأصغر.