قتل واصيب اكثر من 300 شخص في عشرات الهجمات المسلحة والتفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي انفجرت في اوقات متزامنة تقريباً في ثماني محافظات عراقية، بينها انفجار سيارة مفخخة قرب القنصلية الفرنسية في الناصرية، جنوب البلاد، وسط تحذيرات من محاولات لاذكاء فتنة طائفية. وفي بغداد انفجرت 3 سيارات مفخخة في منطقة التاجي شمال العاصمة ما اسفر عن مقتل 7 مدنيين واصابة 12 آخرين، فيما قتل 3 عناصر من الجيش العراقي ومسلحان اثنان في اشتباكات مسلحة في منطقة ابو غريب غربي بغداد. وأكد شهود ومواطنون من اهالي ابو غريب ل «الحياة « ان «القوات الامنية انتشرت في القضاء بعد الحادث وفرضت اجراءات امنية مشددة». وفي محافظة صلاح الدين، اغتالت مجموعة مسلحة آمر أحد أفواج المحافظة العقيد الركن ثائر إدريس بتفجير عبوة ناسفة استهدفت موكبه اثناء مروره في ناحية الاسحاقي ما ادى الى مقتله واصابة 3 آخرين بينهم احد افراد حمايته. واوضح عقيد في الجيش العراقي ان «مسلحين مجهولين هاجموا حاجز تفتيش قرب بلدة بلد (70 كلم شمال بغداد) وزرعوا بعد ذلك عبوة ناسفة فجرت لدى وصول قوة مساندة ما اسفر عن مقتل 11 عسكريا بينهم ضابطان برتبة مقدم ورائد وجرح ثمانية آخرين». وفي سامراء، استهدفت سيارة مفخخة احدى نقاط التفتيش في القضاء التابع لمحافظة صلاح الدين، لكن الانفجار لم يوقع اصابات بشرية بحسب الشرطة. وكانت اعنف الهجمات في محافظة كركوك، اذ شهدت انفجار 4 سيارات مفخخة ادت الى قتل 8 واصابة اكثر من 30 آخرين، واستهدفت إحداها مركزاً للتطوع على حماية المنشآت النفطية شمال غربي المحافظة، فيما قتل 4 اشخاص وأصيب 125 آخرون بانفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة قرب مديرية استخبارات شرطة كركوك وسط المدينة. بدورها اعلنت شرطة المحافظة عن اصابة نحو 12 شخصاً بينهم 5 جنود بانفجار سيارتين مفخختين في وقت متزامن تقريباً في غرب المحافظة وجنوبها. وقتل 5 اشخاص وأصيب 15 آخرون بانفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة في غرب المدينة ووسطها وشرقها. وفي المحافظات الجنوبية الثلاث (البصرة والعمارة والناصرية) التي كانت تشهد هدوءاً نسبياً، أوقعت إنفجارات استهدفت الاسواق الشعبية عشرات القتلى والجرحى. وشهدت ميسان (380 كم جنوب بغداد) انفجار سيارتين مفخختين قرب مرأب للسيارات في منطقة علي الشرقي شمال المحافظة. وأبلغ نائب رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة ميسان ميثم الفرطوسي «الحياة» إن «الحصيلة الأولية لعدد القتلى تزيد على 20 قتيلاً»، مشيراً الى ان «مستشفى الصدر العام في المحافظة استقبل حتى الآن اكثر من 50 جريحاً، البعض منهم في حال خطرة». وأوضح: «نجد صعوبة في التعرف الى عدد القتلى بسبب أختلاط اشلائهم». وذكرت مصادر امنية واخرى طبية ان «سيارة مفخخة انفجرت قرب القنصلية الفرنسية في الناصرية» التي تبعد 305 كلم جنوب بغداد، موضحة ان الهجوم «اسفر عن مقتل شخص واصابة اخر بجروح». ولم يكن القنصل الفخري موجودا في المكتب عند وقوع الانفجار. وفي محافظة البصرة أسفر تفجير عبوتين ناسفتين وسيارة مفخخة في سوق «المسطر» الشعبي في حي القبلة عن مقتل جنديين وأمراة، واصابة 25 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وقالت النائب عن «كتلة الفضيلة» سوزان السعد ان «السيارة التي فجرت من بعد ايرانية الصنع من نوع سايبا». وأضافت ان «هذه الخروق نتيجة عدم العمل بتوصيات اللجان البرلمانية الأمنية التي تم تشكيلها في المحافظة والتي طالبنا فيها بزرع عنصر إستخباري أو أكثر في كل شارع لكون محافظة البصرة ما زالت تستقبل إلى اليوم وافدين لا يخرجون منها إلا بعد أشهر، وهذا ما يؤثر على الأمن». وتطبق الأجهزة الأمنية في المحافظة خطة أمنية دائمة منذ إنفجارات العام الماضي تتمثل بإغلاق الأسواق أمام المركبات. وشملت الاجراءات الأسواق الصغيرة. وفي ذي قار، قتل شخصان وأصيب 6 آخرون بإنفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة وسط الناصرية (مركز المحافظة) وبالتحديد قرب فندق الجنوب الذي كان يؤوي بعض المسؤولين من خارج المحافظة. وحملت «جماعة علماء العراق» القوى السياسية مسؤولية التفجيرات التي طاولت عدداً من المحافظات، محذرة من «فتنة لا تستثني أحداً». واعتبرت في بيان ان «ما حدث من تفجيرات يتحمل جزءاً من المسؤولية عنه السياسيون أنفسهم الذين انشغلوا بخلافاتهم وتركوا الشارع العراقي يكتوي بنيران التفجيرات والاغتيالات وسوء الخدمات وغيرها». وحذرت الجماعة من «اندلاع نيران فتنة لا تستثني أحداً ويكون السياسيون وقوداً لها»، داعية الى «استيقاظهم من غفلتهم قبل أن تحرقهم تلك النيران».