أوضحت رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مروة العقروبي، أن عمل المجلس الرئيس توفير الفرصة لكل طفل ليصبح قارئاً، «ونحن ندرك تماماً بأن الأطفال بحاجة للوصول إلى الكتب الجيدة بغية تحقيق هذا الهدف، وهذه هي غاية جائزة اتصالات لكتاب الطفل»، مشيرة إلى أن الجائزة تم إطلاقها في العام 2009 من المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، «بهدف تعزيز ثقافة القراءة، وغرس حب الكتاب العربي في قلوب الأطفال، وذلك بتكريم أفضل أعمال المؤلفين والرسامين والناشرين في صناعة كتب الأطفال، وبالتالي تشجيع إنتاج أعداد متزايدة من كتب الأطفال العربية عالية الجودة، شكلاً ومضموناً». وقالت العقروبي في حديث ل«الحياة»: نود من خلال هذه الجائزة رفع معايير إنتاج كتاب الطفل في العالم العربي، وتكريم كتب الأطفال المميزة والعصرية، والأصيلة المبتكرة، وتشجيع الناشرين والمؤلفين والرسامين على مواصلة الابتكار في مجال نشر كتب الأطفال، ويتم تنظيم الجائزة سنوياً بدعم من شركة اتصالات الإماراتية»، مؤكدة أن الجائزة تُعتبر أكبر جائزة لكتاب الطفل في الوطن العربي، إذ تبلغ قيمة الجائزة المالية مليون درهم إماراتي (نحو 270 ألف دولار أمريكي). ويتم فتح باب المشاركة في شهر (نيسان) أبريل من كل عام، وتحديد الموعد النهائي لاستلام المشاركات في نهاية (آب) أغسطس من العام نفسه. وذكرت أن باب المشاركة مفتوح أمام أي دار نشر عربية أو دولية، «تعمل على إنتاج كتب الأطفال باللغة العربية، ويجب أن تلبي كل مشاركة قائمة من الشروط لأجل التأهل للمشاركة في الجائزة، فإلى جانب المعايير المحددة فيما يتعلق بالفئة العمرية، يجب أن يكون الكتاب المرشح مؤلفاً باللغة العربية، وأن لا يكون مترجماً، وأن لا يكون مضى على نشره أكثر من ثلاثة أعوام سابقة لعام إطلاق طلبات المشاركة، ولا يحق للناشر المشاركة بنسخ جديدة من كتب منشورة سابقاً، أو المشاركة بكتاب سبق له الفوز بجائزة محلية أو عربية أو عالمية. ويجب أن يكون الكتاب مطبوعاً ومنشوراً على شكل ورقي، وأن يكون عملاً قصصياً صادراً عن دار نشر أو مؤسسة مسجلة رسمياً، وأن لا يكون صادراً بشكل فردي. وبالتأكيد، يجب أن يكون عملاً أصيلاً، وأن لا ينتهك حقوق الملكية الفكرية لأي مؤسسة أو فرد». وفي ما يخص لجنة التحكيم وشروط المشاركة في الجائزة، أوضحت العقروبي أن هناك لجنة تحكيم تتكون من خمسة أعضاء من الخبراء المرموقين من ذوي المعرفة الواسعة، «أربعة منهم من بلدان عربية مختلفة، وعضو واحد من بلد غير عربي، يمثلون معاً صناعة النشر، إذ ينحدرون من الأوساط الأكاديمية، ويمثلون المؤلفين والرسامين، نحرص عند اختيار الحكام على اتخاذ الكثير من الضوابط لضمان حياديتهم، ونضع في عين الاعتبار تجربتهم في مجال أدب الأطفال، والتأثير الذي أحدثوه في هذا المجال، ولضمان شفافية ونزاهة النتائج النهائية للجائزة، لا يتم كشف أسماء أعضاء اللجنة إلا خلال حفل تقديم الجوائز»، لافتة إلى أن الجائزة تشهد زيادة متواصلة في عدد المشاركات ونوعيتها. «ففي العام الماضي بلغ عدد المشاركات 107 كتب، منها 55 كتاباً للأطفال و52 كتاباً لليافعين، وجاءت المشاركات من 10 بلدان، هي الإمارات والسعودية ومصر والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين والسودان وسوريا وتونس، وشهدنا مشاركة ليبيا والسودان لأول مرة. ونتوقع أن نشهد المزيد من المشاركات لهذا العام». وذكرت أن 2013 كان عاماً مهماً في عمر الجائزة، «إذ شهدنا نمواً كبيراً في مستواها، وتوسعاً في فئاتها، فكان واضحاً في أعقاب الأعوام الأربعة الأولى من الجائزة بأن التأثير الذي أحدثته على طريقة إنتاج كتب الأطفال في العالم العربي كبير جداً، وبالتالي أردنا توسيع هذا التأثير ليطال أدب اليافعين أيضاً، فاستحدثنا هيكلاً جديداً للجائزة يتكون من خمس فئات، الفئتان الرئيستان هما فئة أفضل كتاب أطفال، والتي تستهدف الأطفال حتى عمر 13 عاماً، وفئة أفضل كتاب يافعين، والذي يستهدف الشريحة العمرية بين 13 وحتى 18 عاماً. وتتوزع قيمة الجائزة على النحو التالي: 300 ألف درهم إماراتي (حوالى 82 ألف دولار أمريكي) لفئة جائزة كتاب الطفل يتم توزيعها على الناشر والمؤلف والرسام، بواقع 100 ألف درهم إماراتي (نحو 27 ألف دولار أمريكي) لكل واحد منهما، و200 ألف درهم إماراتي (حوالي 54 ألف دولار أمريكي) لفئة جائزة كتاب اليافعين، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر، و100 ألف درهم لكل من الكتاب الفائز بجائزة أفضل نص، والكتاب الفائز بأفضل رسوم، والكتاب الفائز بأفضل إخراج، وتم تخصيص المبلغ المتبقي من الجائزة وقدره 200 ألف درهم لتمويل مبادرة «ورشة»، وهي سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة والرسم، بهدف اكتشاف ورعاية الجيل الجديد من المواهب العربية في مجال كتب الأطفال». وبخصوص برنامج «ورشة»، قالت إنه مبادرة أطلقتها جائزة اتصالات لكتاب الطفل، «بهدف تبني المواهب في صناعة كتب الأطفال واليافعين باللغة العربية. نريد جيلاً جديداً من الكُتاب والرسامين والناشرين الحريصين على إنتاج كتب مبتكرة وفريدة وأصيلة للأطفال واليافعين. ويتمثل هدفنا في نهاية المطاف في تحفيز إنتاج كتب مصورة قصيرة، وقصص وروايات تمنح الأطفال واليافعين فرصة استكشاف العوالم الخيالية، وغرس الحب الحقيقي للكتاب العربي في قلوب الأطفال لأجيال قادمة. تُعتبر مروة عبيد راشد العقروبي من أبرز الوجوه في صناعة كتاب الطفل في الإمارات، وإحدى المؤسسات الرائدات المعنية بترويج ثقافة الطفل، وتعزيز ثقافة القراءة، وتشجيع المتخصصين بصناعة كتاب الطفل على تطوير عملهم. كما أنها تسهم بقوة في ترويج جائزة اتصالات لكتاب الطفل، إحدى أبرز الجوائز المخصصة لأدب الأطفال في العالم العربي وأكثرها أهمية، إضافة إلى مبادرة حملة «اقرأ، اكتب، ابتكر» لترويج القراءة، التي أطلقها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لدعم قدرة الطفل على القراءة والكتابة والإبداع. وعلى المستوى الثقافي الدولي تشغل العقروبي عضوية المجلس الاستشاري لصندوق الشارقة للمجلس الدولي لكتب اليافعين، وتشارك في تحقيق أهدافه في تعزيز ثقافة القراءة وتقديم الكتاب للأطفال الذين يعانون من تأثيرات الحروب، والصراعات المدنية، أو الكوارث الطبيعية في منطقة آسيا الوسطى وشمال أفريقيا.