اتفق الاتحاد الاوروبي على تشديد العقوبات المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فيما أكدت بلجيكا على «واجب التدخل» في سورية اذا تعذر التوصل الى توافق مع روسيا والصين في مجلس الامن. وأعلنت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو- ماركوليس، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للإتحاد الاوروبي، ان دول الاتحاد توصلت السبت الى «توافق» على تشديد العقوبات الاوروبية المفروضة على النظام السوري. وقالت الوزيرة للصحافيين في اختتام اجتماع تشاوري ضمها ونظراءها الاوروبيين في بافوس في غرب الجزيرة المتوسطية انه «تم التوافق على تشديد العقوبات على سورية». وذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جانبه «اذا اردنا تحريك الامور، ينبغي تشديد العقوبات على زمرة بشار الاسد»، موضحاً انه لمس «توافقاً كبيراً» بين الوزراء خلال النقاش. واضاف ان وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون ومكتبها سيدرسان التدابير التي ينبغي اتخاذها بمساعدة الدول الاعضاء. اما من ناحية فرنسا فقال: «نقوم بعملنا، وبالتنسيق مع زملائنا المكلفين شؤون الاقتصاد والمالية، وسنقترح عقوبات جديدة». بدوره قال وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «هناك شعور عام بأنه ينبغي زيادة الضغط على النظام كي يوقف العنف ولإيصال المساعدة الانسانية الى جميع انحاء البلاد». وقالت وزيرة خارجية قبرص ان الوزراء الاوروبيين توافقوا كذلك بشأن «السياسة الاوروبية ازاء الوضع الانساني» في سورية وخصوصا في الدول المجاورة لهذا البلد والتي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين. الى ذلك، اشار وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز الى مبدأ «واجب التدخل» في سورية اذا تعذر التوصل الى توافق مع روسيا والصين في مجلس الامن . وقال الوزير البلجيكي الذي يشارك في اجتماع بافوس: «يزداد لدينا اكثر فأكثر الاحساس بأننا ندخل شيئاً فشيئاً حرباً اهلية طويلة الأمد» في سورية. واضاف: «السؤال الذي يفرض نفسه هو هل سنسمح بتجذر هذه الحرب الاهلية التي ستزداد عنفاً (...) أم هل سنعتبر ان واجب التدخل سيعلو في وقت ما». وتابع متسائلاً: «هل نبقى في اطار مجلس الامن وحق النقض، وحتى متى؟»، ملمحاً بذلك الى استخدام روسيا والصين حق النقض ضد قرارات تدين النظام السوري. وتابع انه اذا تم اللجوء الى واجب التدخل «يجب ان يتم ذلك بالتعاون مع دول المنطقة» وبالتالي بالتنسيق مع الدول العربية. وقال ريندرز: «ابقى مقتنعا بانه يتعين علينا اقامة ممرات او مناطق عازلة. لكن من الواضح اننا لا نحرز تقدما بهذا الصدد» بسبب المعارضة الروسية - الصينية. كما اقترح الوزير البلجيكي تشكيل مهمة مراقبين دولية لتأمين المستشفيات في سورية. وزاد «لماذا لا نحاول اقناع الجانبين الروسي والصيني بعمل ما تجاه عدد من المستشفيات تكون محمية ومفتوحة للجرحى كافة من اي طرف كانوا؟». واضاف ان مثل هذا الامر «يمكن القيام به مع مهمة مراقبة من الخارج لكن ايضا من خلال اعادة ارسال المراقبين (...) لمتابعة عدد من المستشفيات». ونشرت مهمة مراقبين دوليين في نيسان (ابريل) في سورية لمراقبة وقف اطلاق نار وانتهت المهمة في منتصف آب (اغسطس) من دون ان تتمكن من انهاء العنف. واوضح الوزير البلجيكي انه علاوة على موافقة روسيا والصين يتعين ايضا الحصول على موافقة كل من النظام والمعارضة، مشيراً الى ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر «على استعداد للمساعدة». ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي منذ الجمعة اجتماعاً غير رسمي في بافوس يبحث خصوصاً الوضع في سورية.