قد تكون حاسة السمع لدى ميريام موسكوفيتز (98 سنة) ضعيفة إلا أن عزيمتها تبدو في أحسن حالاتها، فقد عادت هذه السيدة الأميركية للمثول أمام محكمة في نيويورك للطعن بقرار إدانتها في قضية تجسس نووي تعود إلى عام 1950. وتسعى هذه السيدة العجوز قبل وفاتها إلى أن «تبرئ سمعتها» في مواجهة ما وصفه وكيل الدفاع عنها بأنه «خطأ جوهري» من حقبة المكارثية، وهو اتجاه سياسي ظهر خمسينات القرن الماضي في الولاياتالمتحدة لتضييق الخناق على الناشطين في الشيوعية أو المؤيدين لها، بتأثير من السيناتور جوزف مكارثي. وأودعت موسكوفيتز السجن مع ايثيل روزنبرغ التي دينت في العام التالي أمام القاضي نفسه بتهمة التجسس لحساب الاتحاد السوفياتي السابق، مع زوجها يوليوس، وأعدم الزوجان عام 1953. في تلك الحقبة، كانت موسكوفيتز تعمل مساعدة شخصية لابراهام بروثمان، وهو رجل أخضعه مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) للاستجواب مع شريك له عام 1947، للاشتباه فيهما في قضية تجسس نووي. واتفق الرجلان على الكذب أمام أحد القضاة. وأظهرت وثائق سرية كشف مضمونها عام 2008 أن شريك بروثمان المدعو هاري غولد الذي كان شاهداً في تلك الفترة، قال لمحققي ال «أف بي آي» إن موسكوفيتز لم تكن على علم بمخططهما للكذب. لكن خلال المحاكمة، وتحت وطأة التهديد بالإعدام في حال عدم التعاون، أفاد غولد بأن موسكوفيتز كانت موجودة عند حديثه مع بروثمان عن خطة الكذب أمام القاضي. وبعد إدانتها مع الرجلين بالتآمر لإعاقة سير العدالة، حكم عليها بالسجن عامين وبدفع غرامة مالية مقدارها 10 الآف دولار.