طهران – أ ب، رويترز، ا ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» – تبدأ اليوم محاكمة حوالى 30 شخصاً تتهمهم السلطات الايرانية بالمشاركة في الاحتجاجات التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، فيما دعا خطيب صلاة الجمعة أحمد جنتي الى «محاسبة» المرشحين الإصلاحيين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي بحجة «التمهيد لإثارة الفتن والاحتكام الى الشارع». وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن حوالى 30 شخصاً من «مثيري اعمال الشغب»، سيُحاكمون اعتباراً من اليوم بتهمة «التصرف في شكل مناهض للأمن القومي والإخلال بالأمن العام والقيام بأعمال تخريب». واضافت أن العديد منهم متهمون أيضاً بإقامة علاقات مع «اعداء الله». وكانت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) افادت الاربعاء بأن «حوالى 20 شخصاً» سيمثلون امام المحكمة، مشيرة الى ان «الذين اصدروا الاوامر بإثارة اعمال الشغب، لن يُحاكموا في هذه المرحلة».واعتُقل حوالى 2500 شخص خلال الاحتجاجات، لا يزال حوالى 250 منهم محتجزين، بينهم 50 شخصية سياسية. ونقلت وكالة الأنباء العمالية (إيلنا) عن مسؤول في الشرطة قوله ان 50 شخصاً اعتُقلوا خلال تظاهرات الخميس الماضي، مشيراً الى إطلاق العديد منهم لاحقاً. وكانت الشرطة الايرانية استخدمت الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع آلاف الاصلاحيين من إحياء أربعين قتلى الاحتجاجات، في مقبرة «بهشت الزهراء» جنوب العاصمة حيث دُفن غالبية الضحايا، خصوصاً الفتاة ندا آغا سلطان التي تحولت الى رمز للحركة الإصلاحية، ثم في أماكن عديدة في طهران. ومنعت الشرطة موسوي من الصلاة على ضريح ندا، وكروبي من القاء كلمة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن والدة ندا قولها انها تنتظر توقيف قتلة ابنتها ومحاكمتهم. واضافت: «مقتلها كان مؤلماً جداً. تعجز الكلمات عن وصف مشاعري الحقيقية. لكن بكاء العالم من أجلها، أراحني. انا فخورة بها. العالم يعتبرها رمزاً، وهذا يفرحني». وافادت قناة «العربية» بأن المتظاهرين وسط طهران هتفوا ضد مجتبى خامنئي نجل المرشد علي خامنئي، مؤكدين أنه لن يخلف والده بصفته ولياً للفقيه. وفي السياق ذاته، قال جنتي ان «بعضهم يطالب بإطلاق كل المعتقلين، ونقول: ينبغي الامتناع عن اعتقال اي شخص بريء، واذا كان هناك أي معتقل لم يرتكب أي خطأ، فعلى السلطات الافراج عنه والاعتذار منه ولعائلته، ولكن يجب الامتناع عن الإفراج عن المجرمين الذين قاموا بأعمال تخريبية ضد الممتلكات العامة». وأضاف مخاطباً المرشحين الإصلاحيين: «انتم الذين مهدتم الطريق لإثارة الفتن واحتكمتم الى الشارع، مسؤولون عن مقتل بعض الاشخاص، والآن تترحمون على ارواح القتلى. عليكم الاعتذار من الشعب الايراني. كل من يقف وراء هذه الأحداث، يجب ان يمثل امام المحاكم ويُحاسب وفق الشريعة الاسلامية». واعتبر جنتي وهو سكرتير مجلس صيانة الدستور الذي اشرف على الانتخابات، ان الاقتراع كان «الأنزه» في تاريخ الجمهورية الاسلامية. وقال: «اذا كانت المعارضة تقول بوجوب إلغاء هذه الانتخابات، فيجب حينئذ إلغاء كل انتخابات السنوات الثلاثين الماضية، لأن وزارة الداخلية هي التي اجرت الانتخابات ومجلس صيانة الدستور هو الذي اشرف عليها». في المقابل، اعتبر المرجع الديني البارز ناصر مكارم شيرازي ان «اعادة الهدوء الى المجتمع، تقتضي البت في مصير المعتقلين في اقرب وقت ممكن». وقال ان «الذين لم يرتكبوا مخالفة او ينتهكوا القوانين الاسلامية، يجب الإفراج عنهم. وآمل بألا يكون هناك اي معتقل في سجوننا بحلول ذكرى ميلاد الامام (المهدي) الثاني عشر، وان يُحدّد ايضاً مصير من يثبت ارتكابه جرائم». وتُصادف تلك الذكرى في 7 الشهر الجاري. في باريس، دعا فريدريك ديزانيو مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية «السلطات الايرانية الى احترام الحق الاساسي في التظاهر سلمياً». وقال: «هذه واحدة من القيم العالمية». وابدى أمله بالإفراج عن كل المعتقلين. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي ابدى «القلق لرؤية القوى الامنية تستخدم القوة لإنهاء تظاهرة تأبينية». وقال: «نقف الى جانب الشعب الايراني الذي يسعى الى ممارسة حقه العالمي في حرية التعبير، عبر التظاهر سلمياً». في برلين، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال يوروب» ان السلطات الايرانية ارغمت شركة المانية لتصنيع مواد البناء تنشط في ايران، على تهديد موظفيها بالطرد اذا تظاهروا ضد النظام.