أبدى عدد من اصحاب مزارع الخضراوات والفواكه والبائعين استياءهم جراء ارتفاع أسعار عبوات الخضراوات والفواكه المصنوعة من الفلين، وأظهروا تذمرهم من استغلال أصحاب المصانع حاجتهم إليها وزيادة أسعارها.واوضح محمد علي عبد الله (احد ملاك مزارع الخضراوات والفواكه) أن ارتفاع أسعار الفلين المفاجئ تزامن مع احتراق احد اكبر مصانع الفلين والبولسترين في الخرج قبل شهرين الذي كان يغطي متطلبات وحاجات المزارعين داخل المحافظة ما أسهم في استغلال أصحاب المصانع الأخرى، واقتناصهم الفرصة لرفع أسعار الفلين، مشيراً الى ارتفاع اسعار العبوت الفلين من 45 هللة للعبوة الى 90 هللة بنسبة نحو 100 في المئة. ودعا الى تشديد الرقابة على بيع الفلين، وان تشترط «سابك» على المصانع بصفتها الممولة لهم بالمواد الأولية البيع للمزارعين بالسعر الحقيقي، إضافة إلى تشجيع الدولة المستشمرين لزيادة عدد المصانع، وهو ما يساعد على كسر الاحتكار ووضع حل جذري للمشكلة. من جهته، اكد صالح فهيد (صاحب احد المزارع) أن أسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة الفلين لم ترتفع، إلا أن أصحاب المصانع يصرون على رفع اسعارهم من دون مبرر واضح، وطالب جمعية حماية المستهلك، ووزارة التجارة والغرفة التجارية بالتدخل لوقف تلاعب أصحاب المصانع بالأسعار واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، مشيراً الى عدم وجود خيارات اخرى بديلة عن الفلين لسهولة استخدامه وحمله ومناسبة سعته التي تتباين ما بين 3 و 5 كيلوغرام التي تناسب غالبية المستهلكين عكس صناديق البلاستيك التي تزن 25 كيلوغراماً التي لا يفضلها المستهلك، ولا بد من إرجاعها مرة أخرى للبائع. في حين أكد متعب شافي ( صاحب احد المزارع) ان « تواصلي مع مندوبي المصانع ونقل معاناتنا لهم لم يجدِ نفعاً». وقال ان إنتاج المزرعة في اليوم الواحد يختلف من مزرعة الى اخرى تبعاً لمحاصيلها الزراعية ومساحتها وتتراوح بين 500 و 1500 فلينة. من جهته، اوضح مدير مصنع الحوشان تركي سعد إن الفلين والبلاستيك والبولسترين مشتقات بتروكيماوية تتبع أسعارها السوق العالمية، ويرتبط ارتفاع سعرها وانخفاضه وفقاً لأسعار النفط في السوق العالمية، وهو ما يؤدي الى تأرجح سعرها وعدم ثباته، مشيراً الى أن المزارعين لا يعلمون حقيقة الأمر ويعتقدون بأننا نرفع الاسعار من دون مبرر. وقال ان هناك بدائل يستطيع المزارع اللجوء اليها مثل الكارتون والبلاستيك، بالتالي لا نستطيع ان نبالغ في سعر الفلين، خوفاً من هروب المزارعين الى العبوات البديلة، لافتاً الى ان عدد المصانع التي تنتج الفلين تبلغ نحو 24 مصنعاً تنتج اكثر من 22 الف طن سنوياً. في المقابل، طالب المدير المالي للمصنع الوطني للفلين والبولسترين في جدة نضال أحمد الجهات المسؤولة بالتدخل لحل معضلة تحالف المصانع في المنطقة الوسطى لرفع أسعارها على رغم نزول أسعار المشتقات البتروكيماوية والمواد الأولية في السوق العالمية، مشيراً الى أن مصنعه لم يقبل الدخول في مثل هذا التحالف، لأنه غير مبرر، بل انه خفض أسعاره بنسبة 20 في المئة بسبب انخفاض الأسعار في السوق العالمية. وعن النسبة التقريبية لإنتاج المصانع يومياً قال إن ذلك يعتمد على الطاقة الإنتاجية والاستيعابية للمصنع وكذلك نوعية الماكينات، إذا كانت حديثة أم تقليدية قديمة، مشيراً الى أن الماكينة التقليدية الواحدة تنتج نحو 15 ألف صندوق يومياً (أي بقيمة نحو 7500 ريال)، فيما تنتج الماكينة الحديثة التي تحمل 7 قوالب نحو 20 ألف صندوق يومياً. وأوضح أن إنتاج أي مصنع خلال السنة الواحدة لا يقل عن 2.5 مليون عبوة، مؤكداً ان وجود 15 مصنعاً متخصصاً لإنتاج عبوات الخضار والفواكه - فضلاً عن مصانع الفلين والبلاستيك والبولسترين بشكل عام - لعب دوراً كبيراً في إيجاد تنافس واضح بين المصانع وأضر بمصالح بعضها». وعن جهات التوريد التي تعتمد عليها المصانع في شراء المواد الخام وتصنيعها ذكر أن «سابك» هي الجهة الأساسية لكل المصانع، وفي حال طلب المصنع استيراد المواد الخام من الخارج على رغم توافرها لدى «سابك»، حينها تلزمه الشركة بدفع قيمة الجمارك، أما في حال عدم توافرها، يتم إعفاء المصنع من الرسوم الجمركية.