غير الصيني ياو هونغانع مجرى حياته في الريف بفضل مهاراته في المصارعة، شأنه في ذلك شأن الكثير من أبطال الفنون القتالية المختلطة في الصين. وياو بطل المصارعة السابق الذي ارتقى اليوم إلى رتبة "أستاذ" خاض مجال الفنون القتالية المختلطة المعروفة ب "ام ام إيه" قبل 10 سنوات. وفي تلك الفترة كان هذا النوع من فنون القتال الذي يجمع بين الملاكمة والمصارعة والجوجيتسو البرازيلية غير معروف في بلاد الكونغ فو. وصرح هذا الرجل القصير القامة البالغ من العمر 33 عاما "افضل دائما الفوز بالضربة القاضية". ونظمت آخر مباراة شارك فيها في زهوكو في إقليم هينان (الوسط)، على بعد بضعة كيلومترات من حقل الذرة الذي يملكه أهله. ويشق ياو هونغانع طريقه وسط الجمهور المؤلف بغالبيته من رجال أعمال وموظفين رسميين محليين لتستقبله على الحلبة مضيفات بلباس البحر. ويطرح ياو سريعا بخصمه جادامبا مونخبايار ارضا لكن هذا الأخير ينهض مجددا ليرد ضرباته، مثيرا حماسة الجمهور. وقبل أن يلتحق بركب نجوم الفنون القتالية المختلطة، عاش الشاب سنوات من البؤس. فهو كان يتمرن مع مدربه الفليبيني في بكين ويزاول الحراسة ليلا ويصلح مكيفات الهواء. ويروي ياو "كان والداي يعملان في الحقول وكان والدي أيضا يعلم الرياضة، لكنه لم يكن يكسب ما يكفي من المال، فاضطررت إلى أن أدبر أموري بنفسي". وهو اليوم يشارك في مباريات في الصين وهونغ كونغ والولايات المتحدة تقدم فيها جوائز تبلغ قيمتها 8 آلاف يورو. ويرسل ناديه الصيني بعض أعضائه إلى جمعية "آلتيمت فايتينغ تشامبيينشيب" (يو اف سي) الاميركية التي تحصد مئات الملايين من الدولارات. ولا تزال حياة عشرات المصارعين الصينيين الذين يبحثون عن الشهرة قاسية، فهم ينامون في غرف جماعية جد باردة في الشتاء وجد حارة في الصيف. وو هاوتيان هو من أشهر ممارسي الفنون القتالية وذاع صيته في جنوب افريقيا، لكنه يمر في شوارع بكين من دون ان يتعرف عليه احد. وهو ترعرع في بلدة واقعة في مونغوليا الداخلية. وصرح الشاب "عندما كانت السماء تمطر ولم يكن في وسعنا العمل في الخارج، كنا نتمرن في الداخل". ويجني وو هاوتيان 30 ألف يوان (3600 يورو) من الجوائز التي يفوز بها، غير أن خمس هذه المبالغ يخصص لناديه. لكن من النادر جدا الحصول عليها. وقال المصارع "لا نجني ما يكفي لنعيش في شقق ونحن لا نزال فقراء". وهذه المباريات خطيرة بالفعل، وفقد وو اخيرا الوعي بعدما تلقى ضربة على جبينه وراح الدم يسيل من وجهه. ويتوقف مصير ممارسي الفنون القتالية المختلطة على الجمهور الصيني، غير أن هذه الرياضة باتت تضم متتبعين شغوفين بها. وأخبر يوان كايفو وهو رجل أعمال أتى من بكين ليحضر المباراة في زهوكو "أحب هذه الفنون لأنها حقيقية".