طالب أكاديميون وأطباء نفسيون بضرورة إيجاد مراكز صحية متكاملة لعلاج المرضى النفسيين، واستيعاب أعدادهم التي بدأت في التزايد أخيراً، إضافة إلى إيجاد كوادر طبية متخصصة لرعاية فئة غالية على المجتمع كانت تعاني من تجاهل تام خلال الفترة الماضية، ومنوهين في الوقت ذاته بالقرار الذي صدر من مجلس الوزراء بإنشاء لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم. وأكد مدير الصحة النفسية في جدة الدكتور عدنان مفتي ل «الحياة» على أهمية وجود لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم، مثل هذه اللجنة للاهتمام بهذه الفئة وهذه من أهم الخطوات الإيجابية، خصوصاً أن المرضى يحتاجون إلى معاملة خاصة من كوادر اختصاصية. وأوضح مفتي أن المتغيرات المتكررة سواء الاجتماعية أو السياسية كان لها دور في معاناة بعض الناس وزياراتهم لهذه المراكز. وقال «إن المراكز الصحية المتوافرة حالياً ليست كافية لاستيعاب أعداد المرضى المتزايدة، كما أن الكوادر ليست متوافرة بالشكل المطلوب». وأشار إلى أنه لابد من توعية المجتمع وإرشاده للتعامل مع المريض النفسي بشكل صحيح، خاصة أن هناك العديد من المرضى يتأخر علاجهم بسبب تعامل طبقات المجتمع المختلفة معهم بسلبية. مشدداً على أهمية تكثيف الزيارات للمراكز الصحية ومعايشة الوضع بشكل كامل وعدم الاكتفاء بعمل الإحصاءات والمعلومات الورقية. من جانبه، طالب مستشار وخبير العلاقات والشؤون الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي بإنشاء البنية التحتية للمراكز الصحية لعلاج هؤلاء المرضى واستقطاب المختصين في علم النفس، ليس على مستوى اختصاصي اجتماعي أو نفسي، إنما على مستوى أكاديمي راقٍ. وتساءل الدكتور الغامدي هل ستتم إدارة فكرة إيجاد «لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم» من طريق مراكز حكومية أو أهلية؟ وهل توجد مراكز صحية كافية لاستقبال هؤلاء المرضى، وهل يوجد اختصاصيون نفسيون مؤهلون بدرجة كافية لتبني مثل هذا المشروع؟، مشيراً إلى أن المراكز الحكومية تنحصر في مستشفى الأمل لاستقبال مثل هذه الحالات ،كما أن القسم النسائي في المستشفى أصبح مقفلاً تماماً . وقال: «نحن لدينا الكثير من البرامج التدريبية التحفيزية لعلاج المرضى النفسيين كبرامج تعديل السلوك وتحفيزهم، وبرامج تخص أهالي هؤلاء المرضى ليتعاملوا مع مرضاهم بالطرق السليمة». بدورها أشارت الاختصاصية النفسية والاجتماعية الدكتورة ندى الأطرش إلى أهمية وجود دراسة وافية ومتكاملة للقرار الصادر من مجلس الوزراء بإنشاء لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين. وأكدت الأطرش أن عدد الكوادر الطبية لمعالجة المرضى النفسيين في السعودية قليل جداً، بسبب عدم وجود مراكز لتأهيل وتدريب هذه الكوادر، مطالبةً اللجنة بإيجاد كوادر اختصاصية ومدربة بالشكل الصحيح، على أن تكون من داخل المملكة حتى يتفهموا من المرضى بشكل سريع، لمعرفتهم بعاداتهم وتقاليدهم وتعايشهم مع نفس البيئة عكس الأطباء الآخرين القادمين من الخارج.