أعلن وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه أمس أن أسعار النفط الحالية ملائمة وإن الانخفاض الأخير في الأسعار سيكون قصيراً. ونقلت الخدمة الإخبارية لوزارة النفط الإيرانية (شانا) على موقعها عن زنغنه قوله على هامش منتدى دولي عن الطاقة في طهران «إنخفاض سعر النفط الخام لن يستمر طويلاً نظراً الى التقلبات الموسمية». وأضاف: «الأسعار الحالية في الأسواق العالمية ملائمة» مضيفاً أن الأحداث في العراق لن تؤثر بدرجة كبيرة في سوق النفط». وتابع: «تلك الأحداث ووجود الدولة الإسلامية في العراق والشام في هذا البلد لن تؤثر بشدة في سوق النفط العالمية». إلى ذلك، اعتبرت الرئيسة التنفيذية لشركة «كويت إنرجي»، سارة أكبر، أن أعمال العنف التي اشتعلت في العراق أخيراً تجاوزت أسوأ مراحلها وإن الشركة تتطلع إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في البلد نظراً الى ما تتمتع به من إمكانات. وسحب بعض شركات النفط العاملة في إقليم كردستان العراق موظفيها في وقت سابق هذا الشهر، بعد اقتراب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من أربيل ما شكّل خطراً على بنيته الأساس. وقالت أكبر في تصريح الى وكالة «رويترز» على هامش مؤتمر للنفط في النروج «أعتقد أننا تجاوزنا المرحلة الأسوأ وأن الأمور ستستقر». وأضافت: «معظم عمليات التطوير في العراق تسير وفق الخطة الموضوعة لها خصوصاً في الجنوب الذي ما زالت تعمل فيه غالبية الشركات العالمية وتسير فيه أعمال تطوير الحقول والصادرات طبيعياً». وأشارت رئيسة «كويت إنرجي» إلى أن أعمال العنف هناك موقتة ولا يمكن أن تطغى على الإمكانات الكبيرة للعراق في إنتاج النفط بسهولة نسبية. وأجابت عن سؤال عما إذا كانت تنوي ضخ مزيد من الاستثمارات في العراق «نعم أود ذلك إذا استطعنا الدخول في مزيدٍ من المشاريع». إلى ذلك، ألغت محكمة أميركية أمراً باحتجاز نحو مليون برميل من النفط الخام الكردي المتنازع عليه من ناقلة قرب تكساس، في خطوة قد تسمح بتسليم الشحنة وتنهي أزمة مستمرة منذ نحو شهر. وكانت المحكمة الجزائية لجنوب تكساس أمرت في تموز السلطات الأميركية باحتجاز الشحنة استجابة لطلب تقدمت به بغداد في إطار استراتيجية أوسع نطاقاً لمنع الصادرات الكردية. لكن المحكمة عادت بعد أيام قليلة وأشارت إلى أنها لا تملك سلطة احتجاز الشحنة لأن الناقلة تبعد نحو 60 ميلاً عن الساحل. وقال قاضي المحكمة الجزائية الأميركية، غاري ميلر في حكمه «قضت المحكمة بقبول طلب كردستان بإبطال الأمر القضائي السابق». ولفت إلى أن بوسع العراق تعديل شكواه في غضون عشرة أيام ما يتيح للمحامين المضي قدماً في الدعوى القضائية. في الأسواق، ارتفع خام «برنت» باتجاه 103 دولارات للبرميل مواصلاً مكاسبه للجلسة الثانية لكن ضغوط المعروض المستمرة وبيانات اقتصادية ضعيفة في دول مستهلكة رئيسة حدت من المكاسب. ويذكر ان «برنت» في طريقه لثاني انخفاض شهري هذا الشهر لأن تباطؤ النمو في الصين وأوروبا يحد من الطلب على النفط ويؤدي إلى تخمة معروض في حوض الأطلسي، ما يبدد اثر التوترات الجيوسياسية على الأسعار. وارتفع خام «برنت» 16 سنتاً إلى 102.81 دولار للبرميل بعد أن أغلق أول من أمس مرتفعاً 36 سنتاً. وصعد الخام الأميركي 20 سنتاً إلى 93.55 دولار للبرمل بعد نزوله أول من أمس للجلسة الثالثة على التوالي. وتخلى المستثمرون عن علاوة الأخطار السياسية مستبعدين احتمال تعثر الإمدادات، على رغم الصراعات المحتدمة في العراق وليبيا وأوكرانيا. وجاء في مذكرة بحثية أصدرها مصرف «باركليز» أن «إنتاج النفط من مجموعة الدول الأكثر عرضة للخطر في أوبك مثل إيران وليبيا والعراق ونيجيريا آخذ في الارتفاع لا الانخفاض». كما ان «إجمالي الإمدادات التي تعطلت من هذه الدول بلغ أقل من 400 ألف برميل يومياً في تموز (يوليو) انخفاضاً من 1.6 مليون برميل يومياً في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي.