تبادل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو الاتهامات والدعوات لإرساء السلام في اجتماع قصير عقِد للبحث في أزمة أوكرانيا في مينسك أمس، وحضرته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي حددت مهمتها ب «ضمان قدرة كييف على حماية سلامة أراضيها، وتوفير مستقبل ينطوي على مقومات اقتصادية قوية وعلاقات جيدة مع دول الجوار». وانعكس التصعيد الميداني في شرق أوكرانيا على أجواء اللقاء ونتائجه، إذ أعلنت كييف اعتقال 10 مظليين روس في بلدة دزيركالني بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، قبل أن تعلن موسكو أنهم «عبروا الحدود من طريق الخطأ» (للمزيد). وبعدما تصافح الرئيسان في مستهل اللقاء، قال بوتين: «نحترم حق الأوكرانيين في اختيار نموذج حياتهم السياسية والاقتصادية وشركائهم. لكن هذا الحق لا يجب أن يُضرر ببلدان أخرى»، معلناً أن روسيا خسرت 3 بلايين دولار من توقيع كييف اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. كما تحدث بوتين عن توقعات بتكبد اقتصاد أوكرانيا، بسبب «الخيار الأوروبي»، خسائر كبيرة بنحو 165 بليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة، «إذ ستصل بضائع من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا عبر أوكرانيا متفادية التعريفات الجمركية التي تفرضها موسكو على منتجات الاتحاد». وزاد: «لا يمكن أن تقف روسيا مكتوفة الأيدي في وضع مماثل يؤثر أيضاً على بيلاروسيا وكازاخستان شريكتيها في الاتحاد الجمركي، وستضطر إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سوقها، وبينها إلغاء الميزات التجارية الممنوحة للواردات القادمة من أوكرانيا». وفيما أكد بوتين قناعة موسكو بأن أزمة أوكرانيا لا يمكن حلها بمزيد من التصعيد العسكري، وتجاهل المصالح الحيوية لمناطق جنوب شرقي البلاد، وبلا حوار سلمي مع ممثليها»، رد بوروشينكو بتحميل موسكو مسؤولية تدهور الوضع ومحاولتها فرض سلوك بلاده طريقاً محدداً للتطور، وقال: «نحن مستعدون لمحاورة كل الأطراف حول آليات التعاون، لكننا لا نقبل الضغوط وندعو بوتين إلى إعلان احترامه سيادة أوكرانيا وخيار شعبها». وخلال لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أكد بوروشينكو أن أوكرانيا «تدفع ثمناً غالياً جداً لاستقلالها».