أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن بلاده ستقدم لمبعوث الأممالمتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «أقصى حدود المساعدة وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود، كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي أنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له». وقال في مؤتمر صحافي أمس إن «ما يجري في سورية هو مؤامرة كبرى وعدوان بأدوات وحشية عناصرها ظاهرة وبادية وواضحة. ومن يعتقد انه يمكن احتواء سورية بالعنف بعد فشلهم باحتوائها سياسياً فهو مخطئ. ومن يعتقد أنه سيكون بمعزل عما يجري في سورية بعد أن أرسل السلاح والمال والمقاتلين، فهو مخطئ أيضاً. وما يجري في سورية ليس سراً، لا بتفاصيله الصغيرة ولا بعناوينه الكبيرة وما تحدثنا عنه في الإعلام عن مؤامرة كان من الواقع وليس تنظيراً سياسياً وهناك أدلة سياسية وواقعية وأمنية استخباراتية تؤكد أن ثمة ما يعد لسورية». واعتبر فكرة إقامة مناطق عازلة آمنة «عدواناً على الأرض السورية». وأضاف: «في مسألة السيادة الوطنية ليست هناك خطوط حمراء، وإذا مسها أحد سنرد عليه ونقطع يده وسيدفع ثمناً غالياً». وأوضح أن «المطلوب هو وقف السلاح والمال وإيواء المسلحين والإعلام التحريضي والبدء بالحوار الوطني الشامل بعد عودة الأمن». وقال: «لا حوار في ظل وجود سلاح بأيدي الإرهابيين لأن الحوار شرطه الأساس توفير الأمن والاستقرار». واقترح على جميع قوى المعارضة أن «تجري مراجعة وطنية وتهيئ نفسها لحوار وطني، ونقول لهم ارموا أسلحتكم ودعونا ننجز الحوار ونلجأ إلى صناديق الاقتراع». ولفت إلى أن «المعارضة التي لا تريد الذهاب إلى الحوار ليس لديها برنامج أو مشروع سياسي والحوار يتم بين برامج سياسية»، مؤكداً أن «الحل في سورية سوري وأدواته سورية». وشدد على أن الجيش السوري «ملتزم بتنفيذ واجباته بإعادة الأمن والاستقرار إلى كل المناطق». وفي ما يخص التصريحات التركية والغربية عن شرعية الرئيس بشار الأسد، اعتبر الزعبي أن «ما قاله (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان وغيره من الغربيين من أن الرئيس الأسد فقد شرعيته، كلام تافه ولا معنى له وفي غير محله ولا يغير من الأمر شيئاً ومن يحدد شرعية أي رئيس هو صناديق الاقتراع». وأكد أن حكومة أردوغان «تقدم السلاح وترسل المسلحين وتؤوي الإرهابيين، وهناك أدلة دامغة على ذلك... هذه سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية وليست سياسة الشعب التركي ولم تكن يوماً سياسته ومن يتابع الصحافة التركية ووكالات أنباء محددة في تركيا يعرف أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقدم دعماً مباشراً لتنظيمات متطرفة إسلامية وهي مسؤولة عن ذلك». وقال رداً على سؤال إن «دعوة المعارضة للظهور على الإعلام السوري ليست بدعة، لكن من يريد إظهار رأيه يستطيع ذلك بالحوار السياسي وبالرأي الواضح والمعارضة التي قصدناها هي المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي، والمعارضة اللاوطنية لديها منابر للكذب والشتم والفبركة». واعتبر أن «بعض القنوات الشريكة بسفك الدم السوري لديها علم مسبق بأحداث وجرائم قبل وقوعها ولديها معلومات مسبقة لنقلها وهذا بدلائل جنائية وأخرى ملموسة عن مشاركتها في الجريمة». وعن المبادرات المطروحة لحل الأزمة في سورية، أكد وزير الإعلام أن «أي مبادرة تساعد سورية على الخروج من المؤامرة التي تتعرض لها سنتعامل معها في شكل إيجابي على ألا تمس السيادة الوطنية»، مشيراً إلى أن سورية ستقدم لمبعوث الأممالمتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «أقصى حدود المساعدة وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود، كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي أنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له». وقال: «قدمنا لأنان كل سبل المساعدة وهذا ما سنفعله مع الإبراهيمي ولا نريد أن تخفق مهمته بسبب عدم التزام دول محددة بنجاحها». وعن الدور الأوروبي في سورية، اعتبر الزعبي أنه «دور تابع وليس مستقلاً وعلى مدى العقود الماضية كان هذا الدور تابعاً للدور الأميركي وظلاً له وهناك هيمنة أميركية على القرارات الأوروبية».